سقطت الدولة الأموية في
الأندلس وتفككت إلى ما عرف باسم فترة ملوك الطوائف والتي شهدت العديد من النزاعات
والحروب بين العديد من ملوكها الأمر الذي أدى إلى إضعاف موقف المسلمين في
شبه جزيرة أيبيريا. وعلى الجانب الآخر
اتحدت مملكتا قشتالة وليون على يد فرناندو
الأول الملقب بالعظيم وكان له بعض المناوشات مع المسلمين التي استمرت
بعد وفاته وتولي ابنه الملك ألفونسو
السادس الذي قال مخبرا عن أحوال مسلمي تلك الفترة "كيف أترك قومًا
مجانين تسمى كل واحد منهم باسم خلفائهم وملوكهم، وكل واحد منهم لا يسل
للدفاع عن نفسه سيفا، ولا يرفع عن رعيته ضيما ولا حيفا" [1].
قام ألفونسو بالإغارة على العديد من المدن الإسلامية وغزاها وكان من
أبرزها مدينة طليطلة حاضرة بنو ذو النون
وعاصمة الدولة الأموية سابقا لمدة تزيد عن 350 عاما وكانت المدينة قد صمدت
لأكثر من 5 أعوام متتالية من الغارات المتتالية ثم الحصار من قبل
القشتاليين ولم يتحرك لنصرتها من ملوك الطوائف سوى حاكم بطليوس (باداخوز
Badajoz) المتوكل بن
الأفطس الذي أرسل جيشا بقيادة ابنه الفضل إلا إنه لم ينجح في رد الهجوم
عليها. كان المعتمد بن عباد -حاكم إشبيلية وأقوى ملوك الطوائف- قد تعاون
مع ألفونسو في حربه ضد بني ذي النون بسبب كونهم أبرز منافسيه السياسيين في
المنطقة وكذلك بسبب خوفه من بطش ألفونسو وقوته كما كان يدفع له الجزية
سنويا -مثلما كان يفعل بقية حكام الطوائف سوى بنو الأفطس- نظير اتقاء شره.
اتجه ألفونسو بعد غزوه لطليطلة لمملكة بني هود المتهالكة الضعيفة وضرب حصارا على عاصمتهم
مدينة سرقسطة واستولى عليها الأمر الذي أدى إلى إلقاء الرعب
في قلوب الأندلسيين وخصوصا بنو العباد إذ كان بنو هود من حلفاء ألفونسو
وغدر بهم. ويقال أن ألفونسو غالى في طلب الجزية من المعتمد بن عباد وبالغ
في إذلاله حتى وصل الحد بالمعتمد أن قتل رسل ألفونسو وصلبهم فبعث جنوده
وحاصر إشبيلية لمدة 3 أيام فقط لتهديد المعتمد. كتب ألفونسو
للمعتمد كتابا جاء فيه "كثر -بطول مقامي- في مجلسي الذباب، واشتد علي
الحر، فأتحفني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي وأطرد بها الذباب عن وجهي
فرد عليه المعتمد "قرأت كتابك، وفهمت خيلاءك وإعجابك، وسأنظر لك في
مراوِح من الجلود اللمطية تروح منك لا تروح عليك إن شاء الله" (يقصد
أنه سيستعين بقوات خارجية) [1]
قام ملوك الطوائف وخاصة ابن عباد ووجهاء غرناطة وقرطبة وبطليوس بالاتفاق فيما بينهم على طلب النصرة من الدولة المرابطية الفتية التي
قامت على أسس الجهاد على الرغم من كثرة الاعتراضات من بعض القادة بسبب
خوفهم من تفرد يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين بالحكم وحده
حال قدومه ويذكر أن ابن المعتمد عاتب أباه على طلب مساعدة المرابطين إلا ان
المعتمد قال قولته الشهيرة "أي بني، والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت
الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام
مثلما قامت على غيري، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن
أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، إن رعي الجمال خير من رعي
الخنازير"[2]
وافق ابن تاشفين على مساعدة الأندلسيين شريطة إعطائه الجزيرة الخضراء لتكون مركزا له في الأندلس
ونقطة رجوع وترتيب لأوراقه في حالة انهزامه في حربه مع النصارى أو في حال
غدر أحد القادة المحليين. ترك يوسف بن تاشفين 5 آلاف جندي له في الجزيرة
الخضراء وانطلق هو بـ12 ألف مقاتل شمالا نحو إشبيلية حيث تجمع حلفاؤه من
ملوك الطوائف ليصل عدد الجند لما بين 20 و 30 ألف مقاتل بين فارس وماش
الأندلس وتفككت إلى ما عرف باسم فترة ملوك الطوائف والتي شهدت العديد من النزاعات
والحروب بين العديد من ملوكها الأمر الذي أدى إلى إضعاف موقف المسلمين في
شبه جزيرة أيبيريا. وعلى الجانب الآخر
اتحدت مملكتا قشتالة وليون على يد فرناندو
الأول الملقب بالعظيم وكان له بعض المناوشات مع المسلمين التي استمرت
بعد وفاته وتولي ابنه الملك ألفونسو
السادس الذي قال مخبرا عن أحوال مسلمي تلك الفترة "كيف أترك قومًا
مجانين تسمى كل واحد منهم باسم خلفائهم وملوكهم، وكل واحد منهم لا يسل
للدفاع عن نفسه سيفا، ولا يرفع عن رعيته ضيما ولا حيفا" [1].
قام ألفونسو بالإغارة على العديد من المدن الإسلامية وغزاها وكان من
أبرزها مدينة طليطلة حاضرة بنو ذو النون
وعاصمة الدولة الأموية سابقا لمدة تزيد عن 350 عاما وكانت المدينة قد صمدت
لأكثر من 5 أعوام متتالية من الغارات المتتالية ثم الحصار من قبل
القشتاليين ولم يتحرك لنصرتها من ملوك الطوائف سوى حاكم بطليوس (باداخوز
Badajoz) المتوكل بن
الأفطس الذي أرسل جيشا بقيادة ابنه الفضل إلا إنه لم ينجح في رد الهجوم
عليها. كان المعتمد بن عباد -حاكم إشبيلية وأقوى ملوك الطوائف- قد تعاون
مع ألفونسو في حربه ضد بني ذي النون بسبب كونهم أبرز منافسيه السياسيين في
المنطقة وكذلك بسبب خوفه من بطش ألفونسو وقوته كما كان يدفع له الجزية
سنويا -مثلما كان يفعل بقية حكام الطوائف سوى بنو الأفطس- نظير اتقاء شره.
اتجه ألفونسو بعد غزوه لطليطلة لمملكة بني هود المتهالكة الضعيفة وضرب حصارا على عاصمتهم
مدينة سرقسطة واستولى عليها الأمر الذي أدى إلى إلقاء الرعب
في قلوب الأندلسيين وخصوصا بنو العباد إذ كان بنو هود من حلفاء ألفونسو
وغدر بهم. ويقال أن ألفونسو غالى في طلب الجزية من المعتمد بن عباد وبالغ
في إذلاله حتى وصل الحد بالمعتمد أن قتل رسل ألفونسو وصلبهم فبعث جنوده
وحاصر إشبيلية لمدة 3 أيام فقط لتهديد المعتمد. كتب ألفونسو
للمعتمد كتابا جاء فيه "كثر -بطول مقامي- في مجلسي الذباب، واشتد علي
الحر، فأتحفني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي وأطرد بها الذباب عن وجهي
فرد عليه المعتمد "قرأت كتابك، وفهمت خيلاءك وإعجابك، وسأنظر لك في
مراوِح من الجلود اللمطية تروح منك لا تروح عليك إن شاء الله" (يقصد
أنه سيستعين بقوات خارجية) [1]
قام ملوك الطوائف وخاصة ابن عباد ووجهاء غرناطة وقرطبة وبطليوس بالاتفاق فيما بينهم على طلب النصرة من الدولة المرابطية الفتية التي
قامت على أسس الجهاد على الرغم من كثرة الاعتراضات من بعض القادة بسبب
خوفهم من تفرد يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين بالحكم وحده
حال قدومه ويذكر أن ابن المعتمد عاتب أباه على طلب مساعدة المرابطين إلا ان
المعتمد قال قولته الشهيرة "أي بني، والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت
الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام
مثلما قامت على غيري، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن
أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، إن رعي الجمال خير من رعي
الخنازير"[2]
وافق ابن تاشفين على مساعدة الأندلسيين شريطة إعطائه الجزيرة الخضراء لتكون مركزا له في الأندلس
ونقطة رجوع وترتيب لأوراقه في حالة انهزامه في حربه مع النصارى أو في حال
غدر أحد القادة المحليين. ترك يوسف بن تاشفين 5 آلاف جندي له في الجزيرة
الخضراء وانطلق هو بـ12 ألف مقاتل شمالا نحو إشبيلية حيث تجمع حلفاؤه من
ملوك الطوائف ليصل عدد الجند لما بين 20 و 30 ألف مقاتل بين فارس وماش