لماذا منع آدم من الأكل من الشجرة؟
لماذا لصق آدم وحواء ورق الجنة عليهما بعد أن أكلا من الشجرة؟ وكيف عرفا أنهما لم يخلدا بعد أن أكلا من الشجرة؟ فلا بد وأن شيئاً حصل فعلما أنهما قد أذنبا.
إن المنع من الأكل من الشجرة كان لسببين، أولهما من أجل الفتنة والامتحان، فكل إنسان مؤمن معرض للفتنة والامتحان في الدنيا حتى ولو كان نبي مرسل، والإنسان يفتن بما يحب، إنها سنة الله في عباده أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ العنكبوت:2. وفي آية أخرى قال تعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً.
والسبب الثاني، أنه لا بد وأن تلك الشجرة كانت من الخبائث وليست من الطيبات، وطعامها يؤذي جسم الإنسان. لأن الله لا ينهى إلا عن شيء منكر وخبيث. فالله عز وجل أحل الطيبات وحرم الخبائث قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ المائدة:4. والله تعالى لم يخلق لنا الطيبات من الطعام ليمنعنا عنها، بل لنأكلها ونتلذذ بأكلها سواء من طعام جنة السماء أو من طعام جنان الأرض قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ الأعراف:32.
فالقول بأن طعام الشجرة كان من الطيبات هو إساءة بحق الله تعالى، فالله تعالى لا يخدع أنبياءه، بأن يضع لهم طعاماً شهياً ثم يمنعهم من أكله من أجل أن يقعوا في الفخ. هذا رأي مهين بحق الله تعالى. فالله تعالى حرم على آدم طعام الشجرة لأنها من الخبائث، ثم حذره من الشيطان حتى لا يغويه. لقد كَتب الله الصيام على الناس ليس من أجل شقائهم، بل من أجل صحتهم؟ فالدراسات أثبتت أن الصيام لساعات طويلة له فوائد صحية لجسم الإنسان.
والله أعلم، أنه عندما أكل آدم وزوجه من الشجرة مرضا لأنها من الخبائث، فهي تؤذي الجسم. عند ذلك علما أن الله تعالى حرم عليهما الشجرة حتى لا يؤذيا أنفسهما. فبدت لهما سوءاتهما، أي سوء فعلهما وذنبهما. وعلما أن طعام تلك الشجرة هو أذى ولن يخلدهم بل قد يقتلهم، وأن الشيطان قد أغواهم عندما قال لهم، ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين. وعندما يمرض الإنسان، فقد يهبط ضغط دمه وتهبط حرارة جسمه، فعند ذلك يشعر بالبرودة ويحتاج إلى غطاء حتى يدفأ، لذلك استخدم آدم وزوجة ورق الجنة حتى يُدفئا جسمهما. وظنا أنهما ميتان لا محالة بسبب أكل ما حرمه الله عليهما. وبينما هما في تلك الحال ناداهما ربهما وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ، فوجدا في نداء ربهما مخلصاً لهما وباباً للاتصال معه، فتابا إلى الله واعترفا بذنبهما قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، فغفر لهما ربهما، وتاب عليهما، إنه هو الغفور الرحيم فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ البقرة:37. وأمر الله آدم وزوجه وذريته بالهبوط من الجنة، قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ البقرة:38. فكلمة اهبطوا جمعياً تدل على الجمع. وكذلك قول تعالى فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى وهذه فيها مخاطبة للجمع كذلك، والهدى لن يأتي للشيطان، فلا بد وأن آدم كانت معه ذرية.
إذا كان الإنسان يعيش في نعيم وهو في أواخر عمره فإنه يحنو إلى الخلود في الدنيا، وهذا ما حصل لآدم، فلا بد وأن حادثة أكل آدم للشجرة حصلت في أواخر عمره، لأنه في ذلك العمر يسعى الإنسان إلى الخلود الأبدي مادام في نعيم. وهنا تبدأ وسوسة النفس وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴿9﴾ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴿10﴾ سورة الشمس. فمعصية آدم لم تكن عن إجحاف منه، بل جهل منه تورط بها بسبب حبه للخلود ووسوسة الشيطان له. لقد أوقعه الشيطان في الغرور وخدعه ووعده بالخلود إذا أكل من الشجرة، وهذا ما تصبو إليه نفس الإنسان، وخصوصاً إذا كان يعيش في رخاء ونعيم، وفي الحديث: {يشيب المرء وتشب معه خصلتان، الحرص وطول الأمل}. إن الإنسان يحب أن يخلد في النعيم، وقد يرتكب أخطاء حتى يحصل على ذلك. فكم سمعنا بالطغاة تقتل شعوبها من أجل البقاء في نعمة السلطة، وبالناس تسرق بعضها البعض حتى ولو كانوا إخوتهم من أجل نعمة المال، وآخرون يكيدون ويمكرون ويخدعون ويكذبون من أجل حب الظهور والشهرة وجذب أنظار الناس إليهم.
لماذا لصق آدم وحواء ورق الجنة عليهما بعد أن أكلا من الشجرة؟ وكيف عرفا أنهما لم يخلدا بعد أن أكلا من الشجرة؟ فلا بد وأن شيئاً حصل فعلما أنهما قد أذنبا.
إن المنع من الأكل من الشجرة كان لسببين، أولهما من أجل الفتنة والامتحان، فكل إنسان مؤمن معرض للفتنة والامتحان في الدنيا حتى ولو كان نبي مرسل، والإنسان يفتن بما يحب، إنها سنة الله في عباده أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ العنكبوت:2. وفي آية أخرى قال تعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً.
والسبب الثاني، أنه لا بد وأن تلك الشجرة كانت من الخبائث وليست من الطيبات، وطعامها يؤذي جسم الإنسان. لأن الله لا ينهى إلا عن شيء منكر وخبيث. فالله عز وجل أحل الطيبات وحرم الخبائث قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ المائدة:4. والله تعالى لم يخلق لنا الطيبات من الطعام ليمنعنا عنها، بل لنأكلها ونتلذذ بأكلها سواء من طعام جنة السماء أو من طعام جنان الأرض قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ الأعراف:32.
فالقول بأن طعام الشجرة كان من الطيبات هو إساءة بحق الله تعالى، فالله تعالى لا يخدع أنبياءه، بأن يضع لهم طعاماً شهياً ثم يمنعهم من أكله من أجل أن يقعوا في الفخ. هذا رأي مهين بحق الله تعالى. فالله تعالى حرم على آدم طعام الشجرة لأنها من الخبائث، ثم حذره من الشيطان حتى لا يغويه. لقد كَتب الله الصيام على الناس ليس من أجل شقائهم، بل من أجل صحتهم؟ فالدراسات أثبتت أن الصيام لساعات طويلة له فوائد صحية لجسم الإنسان.
والله أعلم، أنه عندما أكل آدم وزوجه من الشجرة مرضا لأنها من الخبائث، فهي تؤذي الجسم. عند ذلك علما أن الله تعالى حرم عليهما الشجرة حتى لا يؤذيا أنفسهما. فبدت لهما سوءاتهما، أي سوء فعلهما وذنبهما. وعلما أن طعام تلك الشجرة هو أذى ولن يخلدهم بل قد يقتلهم، وأن الشيطان قد أغواهم عندما قال لهم، ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين. وعندما يمرض الإنسان، فقد يهبط ضغط دمه وتهبط حرارة جسمه، فعند ذلك يشعر بالبرودة ويحتاج إلى غطاء حتى يدفأ، لذلك استخدم آدم وزوجة ورق الجنة حتى يُدفئا جسمهما. وظنا أنهما ميتان لا محالة بسبب أكل ما حرمه الله عليهما. وبينما هما في تلك الحال ناداهما ربهما وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ، فوجدا في نداء ربهما مخلصاً لهما وباباً للاتصال معه، فتابا إلى الله واعترفا بذنبهما قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، فغفر لهما ربهما، وتاب عليهما، إنه هو الغفور الرحيم فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ البقرة:37. وأمر الله آدم وزوجه وذريته بالهبوط من الجنة، قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ البقرة:38. فكلمة اهبطوا جمعياً تدل على الجمع. وكذلك قول تعالى فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى وهذه فيها مخاطبة للجمع كذلك، والهدى لن يأتي للشيطان، فلا بد وأن آدم كانت معه ذرية.
إذا كان الإنسان يعيش في نعيم وهو في أواخر عمره فإنه يحنو إلى الخلود في الدنيا، وهذا ما حصل لآدم، فلا بد وأن حادثة أكل آدم للشجرة حصلت في أواخر عمره، لأنه في ذلك العمر يسعى الإنسان إلى الخلود الأبدي مادام في نعيم. وهنا تبدأ وسوسة النفس وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴿9﴾ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴿10﴾ سورة الشمس. فمعصية آدم لم تكن عن إجحاف منه، بل جهل منه تورط بها بسبب حبه للخلود ووسوسة الشيطان له. لقد أوقعه الشيطان في الغرور وخدعه ووعده بالخلود إذا أكل من الشجرة، وهذا ما تصبو إليه نفس الإنسان، وخصوصاً إذا كان يعيش في رخاء ونعيم، وفي الحديث: {يشيب المرء وتشب معه خصلتان، الحرص وطول الأمل}. إن الإنسان يحب أن يخلد في النعيم، وقد يرتكب أخطاء حتى يحصل على ذلك. فكم سمعنا بالطغاة تقتل شعوبها من أجل البقاء في نعمة السلطة، وبالناس تسرق بعضها البعض حتى ولو كانوا إخوتهم من أجل نعمة المال، وآخرون يكيدون ويمكرون ويخدعون ويكذبون من أجل حب الظهور والشهرة وجذب أنظار الناس إليهم.