المحمية فضاء مريح لالتقاط الصور التذكارية بجانب الجبال
على بعد عشرة كيلومترات من العاصمة المصرية القاهرة المكتظة بضجيج السكان والاحتجاجات السياسية، وبالقرب من نادي وادي دجلة الرياضي بمنطقة زهراء المعادي، تخطفك محمية وادي دجلة بمساحاتها الصفراء الشاسعة وجبالها العالية التي تجذب الزوار على ممارسة رياضة التسلق والتمتع بجمالها غير العادي. كما يضفي عليها رونقها الصحراوي المميز مسحة خاصة من الجمال، حيث تتخللها مزروعات عشبية ربانية الصنع، تستمد مياهها من جوف الأرض.
وعلى الرغم من وجود محميات طبيعية كثيرة تزخر بها مصر، فإن هذه المحمية الطبيعية تعد واحدة من الأودية المهمة التي تمتد من الشرق إلى الغرب بطول 30 كيلومترا، وتمر بها صخور الحجر الجيري، الذي ترسب في البيئة البحرية خلال العصر الأيوسيني بالصحراء الشرقية، لذلك فهي غنية بالحفريات، ويبلغ ارتفاع تلك الصخور على جانبي الوادي نحو 50 مترا إضافة إلى مجموعة أخرى من الأودية تصب فيه من على الجانبين.
يكسو الوادي غطاء واق من النباتات الحولية والدائمة، تقدر بنحو 64 نوعا من النباتات، بحسب إحصائيات رسمية. ويتميز أيضا الوادي بمجموعة من الكهوف والتشكيلات الصخرية غير محددة المعالم الهندسية، التي تتخذ كأماكن لثقافة التأمل والراحة الذهنية والنفسية. وتنتشر في بعض جوانب الوادي شلالات مائية تكونت نتيجة عوامل النحل الطقسية. وعلى الرغم من عدم اعتياد الزوار رؤية حيوانات بالوادي، فإنه تم تسجيل البعض من الكائنات الحية الصحراوية كالغزلان والأرانب الجبلية والثعلب الأحمر والفأر ريشي الذيل، والفأر أبو شوك والخفاش وغيرها، ومن الحشرات الرعاش وأبو العيد وفراش النمر وأسد النمل وأنواع كثيرة أخرى، كما تم تسجيل 18 نوعا من الزواحف كانت تعيش بالمحمية في عصور ماضية.
شجعتني على زيارة المحمية آلاء أحمد، وهي أحد المولعين بزيارة وادي دجلة، وروت لي أنها لم ترَ كائنات حية بأرض الوادي، ولكن لفت انتباهها وجود آثار حديثة لقدم أحد الحيوانات الضخمة، وفسرت ذلك بأنه ربما لاذ بالفرار وذهب إلى مأواه عند رؤيته للبشر، خاصة أن المحمية تكاد تكون مهجورة، وزوراها قليلون جدا، وشديدو الخصوصية.
وإمعانا في تشويقي للزيارة قالت إنها مستعدة لاصطحابي معها، لافتة إلى أنها ذهبت للوادي منذ بضعة أيام مع بعض أصدقائها وقضوا يوما مليئا بالإثارة وبالمغامرة كما قاموا بتسلق الجبال. وأوضحت أن أكثر ما لفت انتباهها أشكال الجبال والصخور الجذابة، مما أتاح لها الشعور بالراحة والاسترخاء حيث الهدوء والسماء الصافية والهواء النقي، بعيدا عن الزحام والمناطق السكانية.
شعرت بذلك وأنا أتجول بالمحمية وأستمتع بسكونها الرطب المشمس وجمالها العفوي الأخاذ، لذلك يحرص الزوار على الاستمتاع بقضاء يومهم باللعب بالكرة وتسلق الجبال والتنزه وسط الأعشاب الطبيعية، بالإضافة إلى تنظيم حفلات الشواء والسمر في الهواء الطلق تحت سماء مفتوحة، وأفق صحراوي تزينه سلسلة من الجبال المرتفعة، مما يعطي إحساسا ومذاقا مختلفا للطعام.
شهاب أمين، من الزوار المعتادين على تنظيم حفلات شواء بالوادي، يقول إن من أفضل حفلات الشواء التي نظمها واستمتع بها أصدقاؤه تلك التي تنظم بالوادي، حيث تميزها بالتقاط صور تذكارية للمكان، بالإضافة إلى شعور الزوار بالأمان داخل الوادي المحاط بأسوار عالية وفريدة صنعتها الطبيعة.
وعلى مدخل المحمية وبابتسامة تشع بالفرح والرضا، وبطريقة مهذبة يحرص منظمو بوابة الدخول على التأكد من هوية الزوار عبر بطاقات تحقيق الشخصية.
تعمل طيلة أيام الأسبوع، وتذكرة دخولها زهيدة لا تتجاوز الثلاثة جنيهات، ويعد يوما الخميس والجمعة أكثر الأيام ازدحاما. ويمكن للزوار أن يستمتعوا بقضاء يوم سفاري أو أخذ تصريح بالتخييم داخل المحمية لعدة أيام للاستمتاع بحياة العزلة وسط الجبال والمناظر الطبيعية.
وتروي المصادر التاريخية أنه مع مرور السنين وتساقط مياه الأمطار على الصخور الجيرية، كونت ما يسمى بدجلة كانيون الذي يشبه إلى حد ما «غراند كانيون بالولايات المتحدة الأميركية». مما جعل المحمية تحتوي على تشكيلة كبيرة من الحفريات النادرة والتراكيب الجيولوجية الفريدة.
ولم تقتصر المحمية علي كونها منتجعا سياحيا، بل تعد أيضا معملا جيولوجيا نادرا، يمكن للجيولوجيين الاستفادة منه في اكتساب خبرات علمية، فحسب عاطف درديري، الخبير الجيولوجي، فإن محمية وادي دجلة كشفت عن التتابع الصخري بالمنطقة المتمثل في الحفريات اللافقرية كالودع، فحجمها صغير ولا خطر عليها من الانقراض، بل تعد المحمية من أفضل الأماكن المفيدة لدراسة الحفريات والتراكيب الجيولوجية بسهولة وبوضوح، حيث تقع في الوسط من عمق الصخور الجيرية.
وتحرص المحمية على سلامة زائريها والحفاظ على أماكن التنزه بداخلها، فتتوفر بها أجهزة اتصال وسيارات إسعاف تحسبا لأي حادثة. بالإضافة إلى وضع إرشادات خاصة بعدم إدخال أي من الكائنات الحية من قطط أو كلاب التنزه، وذلك للحفاظ على أمان ونظافة المحمية، إلى جانب عدم الإضرار بالكائنات والقواقع البحرية والصحراوية بها.
يشار إلى أن مناطق المحميات الطبيعية مناطق محددة الأبعاد الجغرافية في العالم، وتفرض عليها الحماية بموجب قوانين دولية خاصة بهدف حماية محتوياتها من كائنات حية وطيور ونباتات، وغير ذلك من تعديات الإنسان أو التغييرات البيئية الضارة، ولإبقاء تلك المحميات آمنة وقابلة لاستقبال الزوار باستمرار يجب التأكد من خلوها من أي نوع من التلوث، وأيضا التأكد من ظروف الطقس والتربة والغطاء النباتي، حتى لا تتعرض تلك المحميات للانقراض.
على بعد عشرة كيلومترات من العاصمة المصرية القاهرة المكتظة بضجيج السكان والاحتجاجات السياسية، وبالقرب من نادي وادي دجلة الرياضي بمنطقة زهراء المعادي، تخطفك محمية وادي دجلة بمساحاتها الصفراء الشاسعة وجبالها العالية التي تجذب الزوار على ممارسة رياضة التسلق والتمتع بجمالها غير العادي. كما يضفي عليها رونقها الصحراوي المميز مسحة خاصة من الجمال، حيث تتخللها مزروعات عشبية ربانية الصنع، تستمد مياهها من جوف الأرض.
وعلى الرغم من وجود محميات طبيعية كثيرة تزخر بها مصر، فإن هذه المحمية الطبيعية تعد واحدة من الأودية المهمة التي تمتد من الشرق إلى الغرب بطول 30 كيلومترا، وتمر بها صخور الحجر الجيري، الذي ترسب في البيئة البحرية خلال العصر الأيوسيني بالصحراء الشرقية، لذلك فهي غنية بالحفريات، ويبلغ ارتفاع تلك الصخور على جانبي الوادي نحو 50 مترا إضافة إلى مجموعة أخرى من الأودية تصب فيه من على الجانبين.
يكسو الوادي غطاء واق من النباتات الحولية والدائمة، تقدر بنحو 64 نوعا من النباتات، بحسب إحصائيات رسمية. ويتميز أيضا الوادي بمجموعة من الكهوف والتشكيلات الصخرية غير محددة المعالم الهندسية، التي تتخذ كأماكن لثقافة التأمل والراحة الذهنية والنفسية. وتنتشر في بعض جوانب الوادي شلالات مائية تكونت نتيجة عوامل النحل الطقسية. وعلى الرغم من عدم اعتياد الزوار رؤية حيوانات بالوادي، فإنه تم تسجيل البعض من الكائنات الحية الصحراوية كالغزلان والأرانب الجبلية والثعلب الأحمر والفأر ريشي الذيل، والفأر أبو شوك والخفاش وغيرها، ومن الحشرات الرعاش وأبو العيد وفراش النمر وأسد النمل وأنواع كثيرة أخرى، كما تم تسجيل 18 نوعا من الزواحف كانت تعيش بالمحمية في عصور ماضية.
شجعتني على زيارة المحمية آلاء أحمد، وهي أحد المولعين بزيارة وادي دجلة، وروت لي أنها لم ترَ كائنات حية بأرض الوادي، ولكن لفت انتباهها وجود آثار حديثة لقدم أحد الحيوانات الضخمة، وفسرت ذلك بأنه ربما لاذ بالفرار وذهب إلى مأواه عند رؤيته للبشر، خاصة أن المحمية تكاد تكون مهجورة، وزوراها قليلون جدا، وشديدو الخصوصية.
وإمعانا في تشويقي للزيارة قالت إنها مستعدة لاصطحابي معها، لافتة إلى أنها ذهبت للوادي منذ بضعة أيام مع بعض أصدقائها وقضوا يوما مليئا بالإثارة وبالمغامرة كما قاموا بتسلق الجبال. وأوضحت أن أكثر ما لفت انتباهها أشكال الجبال والصخور الجذابة، مما أتاح لها الشعور بالراحة والاسترخاء حيث الهدوء والسماء الصافية والهواء النقي، بعيدا عن الزحام والمناطق السكانية.
شعرت بذلك وأنا أتجول بالمحمية وأستمتع بسكونها الرطب المشمس وجمالها العفوي الأخاذ، لذلك يحرص الزوار على الاستمتاع بقضاء يومهم باللعب بالكرة وتسلق الجبال والتنزه وسط الأعشاب الطبيعية، بالإضافة إلى تنظيم حفلات الشواء والسمر في الهواء الطلق تحت سماء مفتوحة، وأفق صحراوي تزينه سلسلة من الجبال المرتفعة، مما يعطي إحساسا ومذاقا مختلفا للطعام.
شهاب أمين، من الزوار المعتادين على تنظيم حفلات شواء بالوادي، يقول إن من أفضل حفلات الشواء التي نظمها واستمتع بها أصدقاؤه تلك التي تنظم بالوادي، حيث تميزها بالتقاط صور تذكارية للمكان، بالإضافة إلى شعور الزوار بالأمان داخل الوادي المحاط بأسوار عالية وفريدة صنعتها الطبيعة.
وعلى مدخل المحمية وبابتسامة تشع بالفرح والرضا، وبطريقة مهذبة يحرص منظمو بوابة الدخول على التأكد من هوية الزوار عبر بطاقات تحقيق الشخصية.
تعمل طيلة أيام الأسبوع، وتذكرة دخولها زهيدة لا تتجاوز الثلاثة جنيهات، ويعد يوما الخميس والجمعة أكثر الأيام ازدحاما. ويمكن للزوار أن يستمتعوا بقضاء يوم سفاري أو أخذ تصريح بالتخييم داخل المحمية لعدة أيام للاستمتاع بحياة العزلة وسط الجبال والمناظر الطبيعية.
وتروي المصادر التاريخية أنه مع مرور السنين وتساقط مياه الأمطار على الصخور الجيرية، كونت ما يسمى بدجلة كانيون الذي يشبه إلى حد ما «غراند كانيون بالولايات المتحدة الأميركية». مما جعل المحمية تحتوي على تشكيلة كبيرة من الحفريات النادرة والتراكيب الجيولوجية الفريدة.
ولم تقتصر المحمية علي كونها منتجعا سياحيا، بل تعد أيضا معملا جيولوجيا نادرا، يمكن للجيولوجيين الاستفادة منه في اكتساب خبرات علمية، فحسب عاطف درديري، الخبير الجيولوجي، فإن محمية وادي دجلة كشفت عن التتابع الصخري بالمنطقة المتمثل في الحفريات اللافقرية كالودع، فحجمها صغير ولا خطر عليها من الانقراض، بل تعد المحمية من أفضل الأماكن المفيدة لدراسة الحفريات والتراكيب الجيولوجية بسهولة وبوضوح، حيث تقع في الوسط من عمق الصخور الجيرية.
وتحرص المحمية على سلامة زائريها والحفاظ على أماكن التنزه بداخلها، فتتوفر بها أجهزة اتصال وسيارات إسعاف تحسبا لأي حادثة. بالإضافة إلى وضع إرشادات خاصة بعدم إدخال أي من الكائنات الحية من قطط أو كلاب التنزه، وذلك للحفاظ على أمان ونظافة المحمية، إلى جانب عدم الإضرار بالكائنات والقواقع البحرية والصحراوية بها.
يشار إلى أن مناطق المحميات الطبيعية مناطق محددة الأبعاد الجغرافية في العالم، وتفرض عليها الحماية بموجب قوانين دولية خاصة بهدف حماية محتوياتها من كائنات حية وطيور ونباتات، وغير ذلك من تعديات الإنسان أو التغييرات البيئية الضارة، ولإبقاء تلك المحميات آمنة وقابلة لاستقبال الزوار باستمرار يجب التأكد من خلوها من أي نوع من التلوث، وأيضا التأكد من ظروف الطقس والتربة والغطاء النباتي، حتى لا تتعرض تلك المحميات للانقراض.