وهكذا تبين لنا بما لا يدع مجلا للشك أن الخيل الأصيلة نشأت في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير واليمن تلك المناطق التي كانت وما زالت من أخصب وأطيب المناطق وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد استناد الى الأدلة العلمية التي قدمتها أحدث الكشوف الأثرية وهذا ما تؤيده فعلا نصوصنا القديمة فما تم التوصل اليه حديثا كان معروفا وبديهيا منذ خمسة عشر قرنا ونيف هذا ولم تبخل المصادر القديمة بتقديم أوصاف شاملة للفرس العربي الأصيل حيث ألفت في ذلك كتب كثيرة وكم هي تلك الدراسات الحديثة التي أجراها الغرب في تحديد أوصاف الحصان العربي معتمدين على ما سمعوه وما شاهدوه بأم أعينهم في الصحراء العربية حيث استقوا معلوماتهم من الأصل والمنبع ثم أخذوا يفسرون ويعللون حسب الموجودات التي بين أيديهم فتوصلوا الى الطرق المثالية الحديثة والمطورة في الحفاظ على الجياد العربية
الخيل في القرآن
ورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى كما أقسم بها الله خالق هذا الكون وما فيه من مخلوقات في قوله تعالى والعاديات ضبحا وفي الآيات الكريمة اشارات الى فضل الخيل وتكريمها وارتباطها بصفة الخير وعدها الله من أعظم مخلوقاته تكر وتفر تغدو وتروح ثم قرن عز وجل القوة بالخيل والخيل بالقوة قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل
الخيل في الحديث الشريف
يأتي ذكر الخيل في أحاديث الرسول العربي الكريم مدحا وتكريما امتدادا لفضلها الذي أورته الآيات الكريمة فقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم كل لهو ابن آدم بتطل تلا تأديبه فرسه وملاعبته أهله ورميه عن قوسه وقال الرسول الكريم من ارتبط فرسا في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم والباسط يده بالصدقة مادام ينفق على فرسه وكما جاء في حديث آخر الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة وقال عليه الصلاة والسلام علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل وفي حديث للنبي من يرتبط فرسا في سبيل الله بنية صادقة أعطي أجر شهيد
ويروىان الرسول الكريم صلى الله عيه وسلم كان في غزواته يعطي الفارس سهمين والراجل سهما واحدا وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم خمسة أفراس هي لزاز ولحاف والمرتجز وقد سمي كذلك لحسن صوته والسكب ومعناه الخفيف النشيط واليعسوب