شركات مصرية تلاحق مليارات الدولارات في إعمار ليبيا

شركات مصرية تلاحق مليارات الدولارات في إعمار ليبيا
شمل قطاعات المقاولات والكهرباء والاتصالات والتعليم والصحة
القاهرة – خالد حسني
أكد اقتصاديون مصريون أن فرص الاستثمار أمام الشركات المصرية في ليبيا متعددة ومتنوعة، مشيرين إلى أن السوق المصري بعد الثورة مفتوح أمام الشركات الليبية للاستثمار في مصر، خاصة وأن مجالات التعاون بين البلدين خلال العقود السابقة كانت تتمثل في مشروعات النفط والكهرباء والقطاع المصرفي، فيما تحتل ليبيا المرتبة العاشرة من حيث الاستثمار في مصر.
وشهدت الفترة الماضية عقد العديد من المباحثات بين الجانبين المصري والليبي للاتفاق على طرق دعم إعادة إعمار ليبيا، خاصة وأن الحكومة المصرية قامت بتزويد المنطقة الشرقية ومدينة بنغازي بنحو 30% من احتياجاتها من الكهرباء أثناء الثورة الليبية، وهو ما اعتبره المجلس الانتقالي الليبي بادرة إيجابية في تطور العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين بعد الثورة التي شهدتها ليبيا ومصر خلال العام الماضي.
وركزت المباحثات على سبل دعم مصر لليبيا في مجالات الكهرباء وصيانة شبكة الكهرباء الليبية وقطاع الاتصالات والتعليم والصحة والسكان, وبحث ملف إعادة الإعمار وتنظيم سبل عودة العمالة المصرية المدربة إلى سوق العمل الليبية.

وقال رئيس شركة سنتك للاستثمار، الدكتور عادل الغندور، إن الفرص الاستثمارية كبيرة أمام الشركات المصرية في ليبيا، خاصة وأن ظروف العمل لا تختلف كثيراً في البلدين، وقد شهدت الفترة الماضية إعلان العديد من الشركات المصرية خاصة شركات المقاولات والإنشاءات اعتزام دخول السوق الليبي، بعدما أعلن المجلس الانتقالي في ليبيا ترحيبه للشركات المصرية.
وقدر الغندور حصة الشركات المصرية في إجمالي مشروعات إعمار ليبيا بعشرات المليارات من الدولارات، مؤكداً أن البلدين بحاجة ماسة إلى مزيد من التعاون، حيث تعاني مصر من مزيد من العجز في حجم الاحتياطي النقدي، إلى جانب ارتفاع ديون القطاع الخاص والشركات الاستثمارية لدى الحكومة المصرية، ودخول الشركات المصرية سواء كانت شركات القطاع العام أو الخاص يعني مزيداً من المكاسب للجانبين.
وترتبط مصر وليبيا بلجنة عليا مشتركة عقدت حتى الآن عشر دورات كانت آخرها في ديسمبر 2009 بالعاصمة الليبية طرابلس، كما يرتبطان بنحو 15 اتفاقية تشمل جميع مجالات التعاون, و77 محضر اجتماع ومذكرة تفاهم، ووفقاً لما أعلنته الحكومة الليبية فإنها تجري في الوقت الحالي مراجعة كل الاتفاقيات وستكون هناك استثمارات ليبية جديدة في مصر خاصة مشروع النفط والغاز المصري الليبي المشترك وإنشاء مصفاة لتكرير النفط في مصر وزيادة مشروعات محطات الخدمات النفطية في القاهرة.
وقدر مسؤولون ليبيون حجم المشاريع التي تتسابق عليها الشركات في السوق الليبي بنحو عشرات المليارات من الدولارات، وذلك لإعادة تأهيل وتطوير القطاعات التنموية في مجالات البناء والتشييد، سواء في البنية التحتية أو في القطاعات الأخرى، فيما قدر المكتب التنفيذي بالمجلس الانتقالي الليبي تكلفة إعادة إعمار ليبيا بما يتجاوز 400 مليار دولار، وتمتلك ليبيا استثمارات بمصر بقيمة 65 مليار جنيه مصري في مجال الزراعة والسياحة والعقارات والخدمات والتجارة الصناعة.
وقال وكيل أول وزارة الكهرباء المصرية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدكتور أكثم أبو العلا، إن هناك فرصاً كبيرة للاستثمار الليبي في مصر وفي مجالات عديدة ومتنوعة، خاصة في مجال الكهرباء والضغط العالي، لافتاً إلى أن مصر كان لها دور رئيسي في إمداد المنطقة الشرقية بالكهرباء خلال ثورة ليبيا.
وأشار أبو العلا إلى أن الاستثمارات المصرية في مجال الكهرباء في ليبيا ستشهد تطورات إيجابية كبيرة خلال الفترة المقبلة ضمن خطة إعادة الإعمار في ليبيا، وأكد أن الشركات المصرية وضعت كافة خبراتها التي اكتسبتها من إعادة أعمار شبكة الكهرباء اللبنانية والفلسطينية أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة، وذلك لإعادة إعمار شبكة الكهرباء الليبية.
وكشف أبو العلا عن أن تبادل الطاقة بين مصر وليبيا وصل إلى أقصى قدرة لشبكة ربط الكهرباء بين البلدين، حيث وصلت قدرات التوليد المصدرة إلى ليبيا إلى نحو 240 ميغاوات على مدار اليوم. لافتاً إلى أن الفرص الاستثمارية في السوق الليبية في المرحلة المقبلة تشمل مشروعات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، هذا إلى جانب استكمال مشروع الربط الكهربائي العربي وتبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين، مشيراً إلى أن استثمارات شركات الكهرباء المصرية التي تعمل في ليبيا تصل إلى نحو 2 مليار جنيه ومن المتوقع مضاعفة هذا الرقم خلال الفترة القادمة.