فائزة عبدالونيس المنصوري : لا تفك علينا اخلال
12 مايو 2012
كثيراً ما سمعت من والدتي هذا الدعاء (لا تفك علينا خلال* ولا تدول على رجالنا رجال ) وحين تسألت عن معنى تلك الكلمات. فقد عرفت أنه عندما كان المجتمع الليبي يعيش حياة البدو. كان المكان الذي تقيم فيه الأسرة الليبية هو بيت الشعر.
وفي ذلك الوقت كان على الرجل أن يبحث عن مكان يشعر فيه بالحرية والأمان له ولأسرته ليقيم فيه بيته .
وعندما تنشب حرب بين قبيلتين وتقع المعركة. فان أول شيء يهتز من البيت ويسقط هو الخلال. ويصبح من في داخل ذلك البيت مسلوبي الحرية. فأصبحت هذه الكلمة كناية عن استلاب الحرية وقمع إنسان لإنسان آخر. وليس شرط أن تُستلب الحرية ويُقمع الإنسان بنشوب الحرب بين قبيلتين أو دولتين .
هنا أريد أن أوجه هذا السؤال للرجل الليبي في أيامنا هذه سواء كان في داخل ليبيا أو خارجها . هل عمل وأجتهد من أجل أن(لا يُفك علينا خلال) أم أنه تركه ينفك ويضيع .
وأريد أن اسأل أيضا هل يدرك الرجل الليبي في أيامنا هذه أن الحالة التي وصل إليها هو وأوصل إليها أسرته والتي يتذمر منها طوال الوقت. بأنه هو المسئول الأول والأخير عنها .
بسبب سكوته وتقبله لكل ما يرى أمامه من سلبيات وكأنها ليست من شأنه. فقد يُفهم سكوته هذا على أنه من علامات الرضا.
وبسبب رضاه عن كل ما يلقى إليه من رجال الدولة وكأن ليس له الحق في إبداء رأيه أو رفض ذلك. أو كأن ما يلقى إليه هو الأفضل أو انه قضاء وقدر لا يمكن رده .
فهل عند الرجل الليبي الشجاعة ليعترف بتحمله لهذه المسئولية. أم انه يُلقي بالمسئولية على ( دولة رجال على رجال)؟
*الخلال : أداة تصنع من الخشب أو الحديد تشبه الإبرة الكبيرة لتثبيت رواق البيت في سطحه .
فائزة عبدالونيس المنصوري
12 مايو 2012
كثيراً ما سمعت من والدتي هذا الدعاء (لا تفك علينا خلال* ولا تدول على رجالنا رجال ) وحين تسألت عن معنى تلك الكلمات. فقد عرفت أنه عندما كان المجتمع الليبي يعيش حياة البدو. كان المكان الذي تقيم فيه الأسرة الليبية هو بيت الشعر.
وفي ذلك الوقت كان على الرجل أن يبحث عن مكان يشعر فيه بالحرية والأمان له ولأسرته ليقيم فيه بيته .
وعندما تنشب حرب بين قبيلتين وتقع المعركة. فان أول شيء يهتز من البيت ويسقط هو الخلال. ويصبح من في داخل ذلك البيت مسلوبي الحرية. فأصبحت هذه الكلمة كناية عن استلاب الحرية وقمع إنسان لإنسان آخر. وليس شرط أن تُستلب الحرية ويُقمع الإنسان بنشوب الحرب بين قبيلتين أو دولتين .
هنا أريد أن أوجه هذا السؤال للرجل الليبي في أيامنا هذه سواء كان في داخل ليبيا أو خارجها . هل عمل وأجتهد من أجل أن(لا يُفك علينا خلال) أم أنه تركه ينفك ويضيع .
وأريد أن اسأل أيضا هل يدرك الرجل الليبي في أيامنا هذه أن الحالة التي وصل إليها هو وأوصل إليها أسرته والتي يتذمر منها طوال الوقت. بأنه هو المسئول الأول والأخير عنها .
بسبب سكوته وتقبله لكل ما يرى أمامه من سلبيات وكأنها ليست من شأنه. فقد يُفهم سكوته هذا على أنه من علامات الرضا.
وبسبب رضاه عن كل ما يلقى إليه من رجال الدولة وكأن ليس له الحق في إبداء رأيه أو رفض ذلك. أو كأن ما يلقى إليه هو الأفضل أو انه قضاء وقدر لا يمكن رده .
فهل عند الرجل الليبي الشجاعة ليعترف بتحمله لهذه المسئولية. أم انه يُلقي بالمسئولية على ( دولة رجال على رجال)؟
*الخلال : أداة تصنع من الخشب أو الحديد تشبه الإبرة الكبيرة لتثبيت رواق البيت في سطحه .
فائزة عبدالونيس المنصوري