كلام الناس
بسم الله
نحن نعيش في مجتمع تحكمه قوانين وتشريعات رسميه وعلينا رقابة من قبل الدولة لتطبيقها ، وأحكام دينية نحس بالذنب إذا خالفناها خوفا من الله ، وعرف تعارف عليه اجداد الأجداد نشعر بخيانتهم إذا تجاوزناه ، وقد تعود الناس علي الاستقامة وفق هذه القوانين فكانت تعاملاتهم طيبه وأخلاقهم جميله وحياتهم مستقرة يسودها التعاون علي الخير وتحوطها الطمأنينة وتتخللها الألفة والمحبة بين الأفراد والعائلات .
ولكن في الآونة الأخيرة جد علينا شئ جديد اسمه كلام الناس ، فما معنى كلام الناس ؟ اهو عرف جديد اختصت كل مدينة بنوع منه حسب معيشة اهلها ، أم هو رأي وذوق خاص من خرج عنه لاكته الألسن . أم هو مولود جديد ناتج عن تزاوج بين اهل البادية والحضر بعد الهجرة إلى المدينة .
هذا الأمر اصبح يقلق الكثيرين في الوقت الحاضر وخاصة محدودي الدخل في المدن والقرى علي حد سواء ، فمثلا لو احدنا بنى خيمته أمام داره المتواضعة لإقامة عرس ابنه او ابنته لنال من كلام الناس ما يجرح شعوره لعدم إقامة العرس في صالة الأفراح التي وصل إيجار ليلة واحده أكثر من ألفين دينار . ولكنه قد يحمل نفسه أكثر مما تطيق خوفا من كلام الناس .
لو احدنا خفف من مهر ابنته رأفة بالعريس وتقديرا لظروفه ، لم يرحمه الناس من الكلام ويقولون رخصت عليه ابنته ... وهذا مثال حضرته شخصيا وحدث امام وقالها وكيل العريس اثناء الخطبه ولكن وكيل العروسة لم يهتم ولم يرد . ومن سمع هذا الكلام سوف يتشدد في المهر خوفا من كلام الناس .
لو ان احدى السيدات أو البنات حضرت مناسبة عند اقاربها في بدلة انيقة ثم حضرت بعد فترة بنفس تلك البدلة لرشقتها صويحباتها بنظرات السخرية والاستهزاء .. فعليها إما أن تكلف نفسها ما لا تطيق لشراء بدلة اخرى أو تمتنع عن الذهاب خوفا من كلام الناس .
ولو نظرنا إلى موضوع الهدايا بين العائلات لسمعت العجب من تقييم النساء لقيمة الهدية المادية دون النظر إلى قيمتها المعنوية وستجد السخرية والاستهزاء لمن زلفت بخمسة دنانير أو قدمت هدية لا يتجاوز ثمنها العشرة دنانير ، هؤلاء عيت افلان اللي ما كيفهم حد في البخل ..
لو حضرت عزومه عند احد الأصدقاء وكان غداء طيب في نظرك ، ولكن عند عودتك لبيتك عليك الاستعداد للإيجابة علي الأسئلة : لحم حولى واللى بقر داروا محشي ، فيه بطاطا ، ايش السلاطه ، فيه مشروب فاكهة ، حتى وإن كانت الإجابة بنعم .. تسمع عيت افلان ما ظني ايدروا هالخبر امغير انت ستري ...
فهل كلام الناس اصبح له هذه الأهمية والجبروت حتى يخافه الناس ويحسبون له هذا الحساب ، أم ان الأمر مبالغ فيه وان الناس هم الذين يتفاخرون فيما بينهم بمن يفوق الاخر في المظاهر التي لا تعطي الصورة الحقيقية عن مستواهم المعيشي .... لذلك في الحالتين سيكون الإنسان حبيس المظاهر الكاذبه التي ترهقه ماديا حتى يختل توازنه المعيشي داخل اسرته ويجلب عليه المشاكل التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة علي استقرار الأسرة .. فهل لنا التخلص من هذه الأمور السيئة في عصرنا هذا ...
الموضوع يحتاج إلى نقاش وإبداء الرأي لأن الجميع يعرف مدى تاثير كلام الناس في مجتمعنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله
نحن نعيش في مجتمع تحكمه قوانين وتشريعات رسميه وعلينا رقابة من قبل الدولة لتطبيقها ، وأحكام دينية نحس بالذنب إذا خالفناها خوفا من الله ، وعرف تعارف عليه اجداد الأجداد نشعر بخيانتهم إذا تجاوزناه ، وقد تعود الناس علي الاستقامة وفق هذه القوانين فكانت تعاملاتهم طيبه وأخلاقهم جميله وحياتهم مستقرة يسودها التعاون علي الخير وتحوطها الطمأنينة وتتخللها الألفة والمحبة بين الأفراد والعائلات .
ولكن في الآونة الأخيرة جد علينا شئ جديد اسمه كلام الناس ، فما معنى كلام الناس ؟ اهو عرف جديد اختصت كل مدينة بنوع منه حسب معيشة اهلها ، أم هو رأي وذوق خاص من خرج عنه لاكته الألسن . أم هو مولود جديد ناتج عن تزاوج بين اهل البادية والحضر بعد الهجرة إلى المدينة .
هذا الأمر اصبح يقلق الكثيرين في الوقت الحاضر وخاصة محدودي الدخل في المدن والقرى علي حد سواء ، فمثلا لو احدنا بنى خيمته أمام داره المتواضعة لإقامة عرس ابنه او ابنته لنال من كلام الناس ما يجرح شعوره لعدم إقامة العرس في صالة الأفراح التي وصل إيجار ليلة واحده أكثر من ألفين دينار . ولكنه قد يحمل نفسه أكثر مما تطيق خوفا من كلام الناس .
لو احدنا خفف من مهر ابنته رأفة بالعريس وتقديرا لظروفه ، لم يرحمه الناس من الكلام ويقولون رخصت عليه ابنته ... وهذا مثال حضرته شخصيا وحدث امام وقالها وكيل العريس اثناء الخطبه ولكن وكيل العروسة لم يهتم ولم يرد . ومن سمع هذا الكلام سوف يتشدد في المهر خوفا من كلام الناس .
لو ان احدى السيدات أو البنات حضرت مناسبة عند اقاربها في بدلة انيقة ثم حضرت بعد فترة بنفس تلك البدلة لرشقتها صويحباتها بنظرات السخرية والاستهزاء .. فعليها إما أن تكلف نفسها ما لا تطيق لشراء بدلة اخرى أو تمتنع عن الذهاب خوفا من كلام الناس .
ولو نظرنا إلى موضوع الهدايا بين العائلات لسمعت العجب من تقييم النساء لقيمة الهدية المادية دون النظر إلى قيمتها المعنوية وستجد السخرية والاستهزاء لمن زلفت بخمسة دنانير أو قدمت هدية لا يتجاوز ثمنها العشرة دنانير ، هؤلاء عيت افلان اللي ما كيفهم حد في البخل ..
لو حضرت عزومه عند احد الأصدقاء وكان غداء طيب في نظرك ، ولكن عند عودتك لبيتك عليك الاستعداد للإيجابة علي الأسئلة : لحم حولى واللى بقر داروا محشي ، فيه بطاطا ، ايش السلاطه ، فيه مشروب فاكهة ، حتى وإن كانت الإجابة بنعم .. تسمع عيت افلان ما ظني ايدروا هالخبر امغير انت ستري ...
فهل كلام الناس اصبح له هذه الأهمية والجبروت حتى يخافه الناس ويحسبون له هذا الحساب ، أم ان الأمر مبالغ فيه وان الناس هم الذين يتفاخرون فيما بينهم بمن يفوق الاخر في المظاهر التي لا تعطي الصورة الحقيقية عن مستواهم المعيشي .... لذلك في الحالتين سيكون الإنسان حبيس المظاهر الكاذبه التي ترهقه ماديا حتى يختل توازنه المعيشي داخل اسرته ويجلب عليه المشاكل التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة علي استقرار الأسرة .. فهل لنا التخلص من هذه الأمور السيئة في عصرنا هذا ...
الموضوع يحتاج إلى نقاش وإبداء الرأي لأن الجميع يعرف مدى تاثير كلام الناس في مجتمعنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته