بحث عن العلماء العرب المسلمين
لقد اهتم المسلمون ومنذ بداية القرن الثاني الهجري بمختلف العلوم التى رأوا ان فيها فائدة للبشرية وخطو في جميع ميادين الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وغرهامن العلوم خطوات كبيرة حيث بدأوا بترجمة كثير من الكتب اليونانية وقاموا بتحليلها ونقدها وتصحيح الخاطىء منها والتوسع في التأليف ففي مجال الطب يغتبر كتاب (القانون في الطب) لابن سينا عمدة للطب واساسا لتقسيمه في الغرب الى يومنا هذا,
اما في الرياضيات فاوربا مدينة لاشهر اعلام المسلمين وهو الخوارزمي مبتكر علم الجبر.
ولقد كان المسلمون سباقون الى البحث التجريبي والمراقبة والقياس والاستقراء والاستدلال والتجربة حيث وضعوا اسسها قبل نهاية القرن الخامس الهجري .
اننا في هذاالبحث المختصرسوف نتناول سيرة عدد من عباقرة العرب المسلمين وماتركوه من مؤلفات جليلة خلدت حضارة الاسلام كما انها انارت الطريق للغرب واثرت الحضارة البشرية وسوف نقسم البحث الى ثلاثة ابواب هي:
الباب الاول : الطب والصيدلة
الباب الثاني: الهندسة والرياضيات
الباب الثالث: الكيمياء والفيزياء
الباب الأول
الطب والصيدلة
الفصل الأول:
الإنجازات.
قام العلماء بانجازات كثيرة في مجال الطب والصيدلة حيث قاموا باكتشافات طبية وصيدلية منذ القرن الثاني حيث أن الطب والصيدلة انتصرت على الشعوذة والسحر والتداوي بها حيث أن الأطباء كانوا يداوون بالأعشاب والمحاليل. ومن ثم تطورت وانتشرت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. وقد تأثر عدد منخم بأبقراط وارسطو ولكنهم اضافوا مااكتشفوه من تجارب في حقل المعالجة وفي حقل ترتيب الأدوية وقد تفرقوا إلى تحديد الأمراض التي تصيب أعضاء البدن-الأمراض غير المخصصة بعضو معين- وتركيب الأدوية التي تعالج هذه الأمراض وقد قاموا بتقسيم الطب إلى قسمين :
قسم نظري
و
قسم عملي
وقد اعتمدوا في العلاج في محاربة الأمراض على اعتماد المريض بالقوة المعنوية أما في مجال الأمراض فقد تم دراسة الأمراض المؤذية والفصلية والموسمية والأمراض المعدية كما أنجز علماء المسلمين دراسة تفصيل الأمراض التي تصيب الرأس والجمجمة والنخاع والعين والأذن والأجسام والقلب واستطاعوا تحديد أمراض السل الرؤوي ووصفوا العلاج له بالتربانتين والجوز.
الفصل الثاني:
سيرة العلماء في الطب والصيدلة.
نبدأ في هذا الفصل بالتحدث عن العلماء في الطب والصيدلة وحياتهم العلمية .
1-ابن أبي أصبغة
ابن أبي أصبغة هو موفق الدين أبو العباس أحمد بن سديد الدين القاسم، سليل أسرة اشتهرت بالطب، وموفق الدين أشهر أفراد الأسرة وإليه يصرف الانتباه إذا ذكر: ابن أبي أصيبعة. ولد بدمشق سنة 600 هـ وكني أبا العباس قبل أن يطلق عليه لقب جده ابن أبي أصيبعة وقد نشأ في بيئة حافلة بالدرس والتدريس، والتطبيب والمعالجة درس في دمشق والقاهرة نظرياً وعملياً، وطبق دروسه في البيماريستان النوري، وكان من اساتذته ابن البيطار العالم النباتي الشهير ومؤلف (جامع المفردات). وكان يتردد كذلك على البيمارستان الناصري فيقوم بأعمال الكحالة،وكان مشهورا بالطب في زمنه.
2-ابن سينا.
هو الشيخ الرئيس الحسين بن عبدالله , كنيته ابو علي . ولد ف أفشنه من قرى بخارى فتعهد بالتربية والتعليم حتى اتقن-وهو دون العاشرة- القرآن والأدبوفي بخارى تعمق في العلوم المتنوعة من فقه وفلسفة وطب، وبقي في تلك المدينة حتى بلوغه العشرين. ثم انتقل إلى خوارزم حيث مكث نحواً من عشر سنوات (392 - 402 هـ)، ومنها إلى جرجان فإلى الري. وبعد ذلك رحل إلى همذان وبقي فيها تسع سنوات، ومن ثم دخل في خدمة علاء الدولة بأصفهان. وهكذا أمضى حياته متنقلاً حتى وفاته في همذان، في شهر شعبان سنة 427 هـ ترك ابن سينا مؤلفات متعدّدة شملت مختلف حقول المعرفة في عصره وكانت المرحلة الثانية من عمره فترة عطاء وترحال وعمل زار أمراء واتصل بعلماء ومشاهير وعمل وزيرا لدى شمس الدين البويهي ولقد مال الأوروبيون إلى آرائه الطبية فترجموها وشرحوها بل نسبوا إليه كل فضل عربي في علم الطب ومن أهم كتبه القانون في الطب الذي يشتمل على خمسة أقسام والذي لازال يدرس حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلاد.
كتب الطبيعيات وتوابعها: جمعت طبيعيات ابن سينا في الشفاء والنجاة والإشارات، وما نجده في خزائن الكتب من الرسائل ليس سوى تكملة لما جاء في هذه الكتب. ومن هذه الرسائل: رسالة في إبطال أحكام النجوم، ورسالة في الأجرام العلوية، وأسباب البرق والرعد، ورسالة في الفضاء، ورسالة في النبات والحيوان
كتب الطب: أشهر كتب ابن سينا الطبية كتاب القانون الذي ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر. ومن كتبه الطبية أيضاً كتاب الأدوية القلبية، وكتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية، وكتاب القولنج، ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، ورسالة في تشريح الأعضاء، ورسالة في الفصد، ورسالة في الأغذية والأدوية. ولابن سينا أراجيز طبية كثيرة منها: أرجوزة في التشريح، وأرجوزة المجربات في الطب، والألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت.
ولقد انتشرت كتب كثيره من ابن المجوسي ولكن مال الناس لكتاب ابن سينا, وهنا سوف ننتقل للعالم ابن المجوسي.
هو علي بن العباس المجوسي، من أطباء الدولة العباسية في أواسط مدتها، فارسي الأصل، أهوازي الموطن. اشتغل في صناعة الطب على أبي ماهر موسى بن سيار. اتصل بعضد الدولة بن بويه، وصنّف له كتاباً مشهوراً في الطب اسمه (كامل الصناعة الطبية الضرورية) واشتهر باسم (الكتاب الملكي)، فيه عشرون مقالة وما زال مخطوطاً. قال ابن أبي أصيبعة: (هو كتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها). وقال القفطي: (مال الناس إليه في وقته، ولزموا درسه، إلى أن ظهر كتاب ابن سينا فمالوا إليه). وكانت وفاة ابن المجوسي حوالي السنة 400 هـ.
المصادر:الأول:موسوعة عباقرة الإسلام في الطـــــــــب
الثاني:كتاب علم الطب
الثالث : موسوعة عباقرة الإسلام في التربية والأدب
الباب الثاني
الهندسة والرياضيات
الفصل الأول:
الانجازات.
(((تطور البحث في الرياضيات عند العرب ولاسيما علم الجبر,وإليهم يعزى اكتشافه.
أخذ العرب الأرقام الهندية وعرفوا كيفية استخدامها واستعمال نظامها وتحويلها إلى أداة ذات نفع عميم .فقد كان المصريون يكتبون الأرقام واحد , ثنين , ثلاثة على شكل خطوط عمودية متجاورة ,فتكونت عندهم الأرقام من خطوط ونقاط.
وكتب البابليون أرقامهم مستخدمين أشكالا مسمارية أفقية وعمودية تحدد عددها ووضعها.
كان الشعب الهندي هو الشعب الوحيد الذي استطاع التخلص من نظام تكوين الأعداد في سلسلة من الرموز أو الرسوم , فقد ابتكرو فق ابتكروا لكل رقم شكلا واحدا يدل عليه ويكتب به.
ولقد أدرك العرب الأرقام الهندية وأدركو بعبقريتهم الرياضية قيمة هذه الأرقام وفائدتها العلمية , ولا عجب أن يكون كل تركيب وكل حساب فلكي مرتكزاً على الأرقام وحساباتها, ولا شك أن علم الجبر العربي وفي مقدمتهم الخوارزمي كان المصدر الذي نهل منه أبو كامل المصري, ولعل عمر الخيام هو الذي طور علم الجبر ووصل به إلى درجة رفيعة من الأزدهار.
والواقع أن علم الرياضيات الذي عرفه علماء الغرب عن علماء العرب كان حقيقة أمره فتحا جديداً.وذلك أن النظام الهندسي الذي وضعه الإغريق ومهدو الرياضيات به,أخذ العلماء العرب وطووروه ووضعو بديلاً له ذا نظام جبري حسابي.
ثم إن العرب المسلمين ابتكرو الحساب العشري بعد الفاصلة , فنحن نجد الفلكي كاشي طور علم الحساب حين حول للمرة الأولى في التاريخ الرياضي الكسور إلى فواصل وبذلك جعل الحساب في متناول الجميع .
وأدرك العرب المسلمين المعادلات الجبرية وحلو الكثير من المعادلات من الدرجة الثانية بطرق هندسية , واكتشفوا حلولا جبرية وهندسية لمعادلات ابتكروها , وابتكرو الرموز في المعاملات الرياضية,وحلو معادلات الدرجة الثالثة,فجمعو بذلك بين الجبر والهندسة , وعرفوا الجذور الصماء , وكان العالم الخوارزمي في أول من استعمل كلمة أصم للدلالة على العدد الذي لاجذر له , كما أن ابن سنان بن فتح الحراني صنف كتابا في الجمع والتفريق وشرح فيه الكيفية التي بواسطتها يمكن إجراء الأعمال الحسابية التي تتعلق بالضرب والقسمة بوساطة الجمع والطرح!.
كما قسم العلماء المسلمون الهندسة إلى نوعين عقلية وحسية . فالعقلية مايعرف ويفهم. والحسية هي معرفة بالمقادير,أي مايرى ويدرك باللمس . والنظر في الهندسة الحسية يؤدي إلى المهارة في الصنعة وخصوصا في المساحة والنظر في الهندسة العقلية يؤدي إلى الحذق في الصنائع العلمية , لأن هذا العلم يؤدي إلى معرفة جوهر النفس التي هي جذر العلوم وعنصر الحكمة.
الفصل الثاني:
من علمائهم.
هنا سوف نتكلم عن علماء الرياضيات والهندسة
1- الخوارزمي.
هو محمد بن موسى ,وجرى الطبري على تلقيبه بالمجوسي والقطربلي , أي الذي عاش أو خرج من قطربل , وهي ناحية غربي دجلة بالقرب من بغداد.
والأخبار عن حياته قليلة جداً وغير موثوق بها , لأنها في كثير من الأحيان لاتعرف أهو المقصود بها أم محمد بن موسى بن شاكر . ولا يعلم على وجه التحقيق تاريخ مولده كما أن وفاته غير محقق .
عاش الخوارزمي في عهد المأمون وكان أحد منجميه , ولعله اشترك في حساب ميلان الشمس في ذلك العهد ,وجرى الخوارزمي على العكوف في مكتبة المأمون للدرس.وقد انصرف الخوارزمي إلى دراسة الرياضيات ولعل الطبري نقل عنه الفقرة التي تتناول في حادثة وقعت في عهد المأمون.
ويستدل من كتب الخوارزمي التي كان بعضها هاما مبتكرا على أنه كان عظيم الموهبة حاد الذكاء.
ومن أهم كتب الخوارزمي الرياضية هو الكتاب المعروف بالجبر"حساب الجبر والمقابلة".
وكما ألف الخوارزمي كتابين في الأسطرلاب"كتاب العمل بالأسطرلاب", وكتاب "عمل الأسطرلاب" على أنهما لم يصلا إلينا.
2- البتاني.
هو محمد بن جابر بن سنان الخراني الرقي الصابئ,أبو عبدالله المعروف بالبتاني
فلكي , مهندس.
والبتاني نسبة إلى بتان من أعمال بلاد مابين النهرين ,وولد قبل 244هـ, وكان من أهل حران , وسكن الرقة واشتغل برصد الكواكب من سنة 264هـ إلى 306هـ.
يرجع الفضل البتاني في إرساء المفاهيم الحديثة ورموز الدوال في حساب المثلثات واستقلالها المميز , وإليه تعزى كتابات متعدده في التنجيم.
ومن مؤلفات البتاني مجموعة من الكتب والرسائل على أن كتابه "الزيج الصابي" يعد أهم أعماله ويضم دراسة فلكية ومجموعة من الجداول ضمنها نتائج أرصاده التي كان لها أبلغ الأثر ليس في علم الفلك في العالم الإسلامي فقط , ولكن في تطور علم الفلك وحساب المثلثات.)))
المصدر: موسوعة عباقرة الاسلام
في الفيزياء والكيمياء والرياضيات
للدكتور رحاب خضر عكاوي.
موسوعة عباقرة الإسلام في علم الفلك
للدكتور رحاب خضر عكاوي
الباب الثالث
علم الفيزياء والكيمياء
الفصل الأول:
الإنجازات:
(((القسم الأول:
الكيمياء:
اهتم العرب بعلم الكيمياء بشكل واضح حتى أن المتطبب عبداللطيف البغدادي يذكر أن معاصريه من الكيميائيين كانوا يعرفون ثلاثمائة حالة للتمويه,وكان من بينهم علماء حقيقيين.
ولقد عالج الكثير من العلماء المسلمين علم الكيمياء , وناقشوا مبادئ هذا العلم فطرحوا زائفه وأضافوا إليه اختراعات جديدة يمكن إعتبارها أساسا قويا في دعم الكيمياء ويقول درابر:\"إن المسلمين هم الذين أنشؤوا علم الكيمياء وكشفوا بعض أجزائها المهمة ومن إختراعاتهم ماء الفضة وحامض الكبريت وزيت الزاج وماء الذهب , وهم الذن غكتشفوا الكحول والبوتاس والزرنيخ والقلويات كما أنهم الذين استخدموا ذلك العلم.....\".
ولقد أعطى علماء المسلمون علم الكيمياء أصالة البحث العلمي فكانوا أول من حقق هذا النصر العلمي الباهر , ويتفق علماء الكيمياء على وجه البسيطة على أن علماء العرب هم مؤسسو الكيمياء كعلم يعتمد عليه التجربة , وفي الواقع فإن علماء المسلمين هم الذين أوجدوا من علم الكيمياء منهجا استقرائيا سليما يستند على الملاحظة الحسية والتجربة العلمية , لأنها قوام علم الكيمياء وليس القياس كما هو معهود من العلوم البحتة,لذا يجب نجد أن المعرفة الواضحة غير المشوبة بشيء من الغموض لايمكن أن نحصل عليها دون الاعتماد على التجربة والاستقراء.
لقد نهل العلماء المسلمون من المصادر المصرية والبابلية واليونانية والفارسية والهندية وغيرها , ولكنهم أبعدوا أنفسهم عن الغموض واعتمدوا على الحقائق العلمية ودعموها بالتجربة ولذا نجدهم أبعد الناس عن الخيال والخرافة الذين كانا سائدين في حضرات العالم الأخرى.
كما نجدهم أرسوا قواعد الكيمياء ولم يقبلوا شيئا كحقيقة مالم تثبته المشاهد أو تحققه التجربة العلمية.
القسم الثاني:
الفيزياء:
قامت العلوم الطبيعية عند العلماء المسلمين في بدئها على شروح مؤلفات أرسطو , ولكنهم لم يلبثوا أن فضلوا دراسة هذه العلوم في الطبيعة على درسها ترجمات الكتب , وإليهم يعود الفضل فيما وضعوا من الكتب الممتعة الوفيرة هي الفيزياء وهو علم المعاجم والحجر والنبات , وإننا لانجد في مصنفات العرب مانجده في كتب العلوم الحديثة من حيث التقسيم والتعريف , غير أننا نقرأ تفصيلا دقيقا عن الحجارة في رسالة ابن سينا .
واهتم العلماء المسلمين أيضا في علم الصوت وبحثوا في منشئة وكيفية إنتقاله , فكانوا أول من عرف أن الأصوات تنشأ عن حركة الأجسام المحدثة لها وانتقالها في الهواء على هيئة موجات تنشر على شكل كروي , وهم أول من قسم الأصوات إلى أنواع عللوا سبب اختلافها عن الحيوانات باختلاف طول أعناقها وسعة حلاقيمهاوتركيب حناجرها.
ويعتبر المسلمون أول من علل الصدى وقالوا أنه يحدث عن إنعكاس الهواء المتموج من مصادقة عال كجبل أو حائط , ويمكن أن لا يقع الحس بالانعكاس لقرب المساحة فلا يحس بتفاوت زماني الصوت وانعكاسه .
وتناولوا في بحوثهم علم الحرارة والبرودة وآثارهما في الأجسام , ولكنهم نهجوا في ذلك نهج آرسطوا وفلاسفة اليونان , غير أن ابن سينا كان أدق علماء عصره نظرا وبحثا وهو القائل \" إن لكل عنصر من العناصر الأربعة طبيعتين , فللنار الحرارة واليوبسية , وللهواء الحرارة والرطوبة , وللماء البرودة والرطوبة , وللأرض البرودة والبيوسة \" وإذا كان لأحد علماء اليونان قد بحثوا في علم الضوء فإن بحوثهم لم تكن في المستوى العلمي الوافي , ولذلك لم يبلغ علم الضوء قبل الكشوف الإسلامية شأوا كبيرا , إلأى أن اهتم ابن الهيثم بعلم البصريات ليشهد العالم بإنجازات العلماء المسلمين
لقد جرى علماء العرب والمسلمين على ملاحظة الظواهر الطبيعية والقيام بالتجارب والقياسات المختبرية مع الاحتياط في الاستنتاج , كما شكوا في كثير من استنتاجات علماء اليونان وأنكروا بعضها , ولذلك يمكن القول أن العرب ابتكروا الطريقة الحديثة في التفكير العلمي والمعاصر .
الفصل الثاني:
من علمائهم:
القسم الأول:
علماء الكيمياء:
1- خالد بن يزيد
هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي , أبو هاشم , حكيم قريش وعالمها في عصره , إشتغل بالكيمياء والطب والنجوم فأتقنتها وألف فيها رسائل .
كان موصوفا بالعلم والدين والعقل, وقال عنه البيروني : \" كان خالدا أول فلاسفة الإسلام \" , وجاء في سبائك الذهب ومعجم قبائل العـــــــــرب أن الحمداني ذكر أٌواما في ناحية تندة وماحولها من بلاد الأشمونيين من الديار المصرية يسمون بني خالد نسبة إلى خالد بن يزيد.
كان فاضلا ذا همة محبا للعلوم , خطر بباله حب الصنعة \"الكيــــمـــــياء\" فأمربإحضار جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل في مصر , وقـــــد تفصح بالعربية , وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي وكان هذا أول من نقل في الإسلام من لغة إلى لغة .
2- الإمام جعفر الصادق.
هو أبو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكان من سادات أهل البيت ,لقب بالصادق لصدقه فــي مقالاته , وفضله أشهر من أن يذكر .
له كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفأل , وكان تلميذه أبو موسى جار بن حيان الطرطوسي وقد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رســـــائل جعفر الصاجق وهي خمسمائة رسالة .
أخذ عنه جماعة منهم بالإمامان أبو حنيفة ومالك , وله أخبار مع الخلفاء من بني العباس , وكان جريئا عليهم صداعا بالحق , اتجه منذ صغره إلى العلم , فتتلمذ على كبار شيوخ عصره إبان نشأته , إضافة إلأى تلقيه العلم على أبيه الباقر .
عرف بأمانته وصدقه في القول, فهو العالم المثالي المشهور بالخلق والنزاهة العلمية , عاش شطرا من حياته في المدينة المنورة.
ولقد كان من أوائل العلماء المسلمين الذين اشتغلوا في صناعة علم الكيمياء , ولعله الثاني بعد رادة خالد بن يزيد في هذا الحقل , عرف من تلامذته جابر بن حيان الذي اهتم انجازات معلمه فكتب كتابا ضخما حوى معظم رسائله ,وقد قرأ جعفر كل ماكتب في اللغة العربية عن علم الكيمياء , وفي ذلك الوقت كانت معظم الكتب التي ترجمت إلى العربية من اللغات الأم .
2- الرازي.
هو أبو بكر محمد بن زكريا , أحد المشاهير في الطب والكيمياء والفلسفة , ولد في الري حيث تعمق على مايظهر في الريضيات والفلك والفلسفة والأدب ولعله درس في شبابه الكيمياء , ولم ينصرف الرازي إلأى الطب إلا في سن متقدمة , وقد خدم صاحب الري وسرعان مادبر مارستانها الجديد , ثم نجده بعد ذلك يدبر مارستان بغداد , وكان الرازي أشهر طبيب في زمانه , وهذا هو إلى تقلب أهواء الأمراء واضطراب الأحوال السياسية على أيامه , وعاد الرازي إلأى مسقط رأسه أكثر من مرة.
وقد كان لأبي بكر الرازي السبق في تحضيره وتمييز كثير من المواد , فهو أول من استخدم الفحم الحيواني في قصر الألوان , ولا يزال هذا النوع من الفحم مستخدما في إزالة الألوان والروائح من المواد العضوية , وهو أول من ميز بين الصودة والبوتاس أي بين كربونات الصوديوم وكربونات البوتاسيوم رغم تشابههما في خواصهما الطبيعية والكيماوية , كما وصف أوكسيد الزنيخور وصفا دقيقا , وحضر الجبس من حرق كبريتات الكاسيوم المائية واستخدامه في تجبير العظام بعد مزجه بالبيض , ووصف الأنتومن بأنه مادة صلبة سوداء , وذكر أ، النحاس يتحول إلى كاربوناتية القاعدية الخضراء عند تعرضه للهواء الرطب في درجات الحرارة الاعتيادية , ولكنه إذا ماسخن تسخينا شديدا تحول إلى مادة سوداء (أوكسيد النحاسيك).
*..........................*
لقد اهتم المسلمون ومنذ بداية القرن الثاني الهجري بمختلف العلوم التى رأوا ان فيها فائدة للبشرية وخطو في جميع ميادين الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وغرهامن العلوم خطوات كبيرة حيث بدأوا بترجمة كثير من الكتب اليونانية وقاموا بتحليلها ونقدها وتصحيح الخاطىء منها والتوسع في التأليف ففي مجال الطب يغتبر كتاب (القانون في الطب) لابن سينا عمدة للطب واساسا لتقسيمه في الغرب الى يومنا هذا,
اما في الرياضيات فاوربا مدينة لاشهر اعلام المسلمين وهو الخوارزمي مبتكر علم الجبر.
ولقد كان المسلمون سباقون الى البحث التجريبي والمراقبة والقياس والاستقراء والاستدلال والتجربة حيث وضعوا اسسها قبل نهاية القرن الخامس الهجري .
اننا في هذاالبحث المختصرسوف نتناول سيرة عدد من عباقرة العرب المسلمين وماتركوه من مؤلفات جليلة خلدت حضارة الاسلام كما انها انارت الطريق للغرب واثرت الحضارة البشرية وسوف نقسم البحث الى ثلاثة ابواب هي:
الباب الاول : الطب والصيدلة
الباب الثاني: الهندسة والرياضيات
الباب الثالث: الكيمياء والفيزياء
الباب الأول
الطب والصيدلة
الفصل الأول:
الإنجازات.
قام العلماء بانجازات كثيرة في مجال الطب والصيدلة حيث قاموا باكتشافات طبية وصيدلية منذ القرن الثاني حيث أن الطب والصيدلة انتصرت على الشعوذة والسحر والتداوي بها حيث أن الأطباء كانوا يداوون بالأعشاب والمحاليل. ومن ثم تطورت وانتشرت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. وقد تأثر عدد منخم بأبقراط وارسطو ولكنهم اضافوا مااكتشفوه من تجارب في حقل المعالجة وفي حقل ترتيب الأدوية وقد تفرقوا إلى تحديد الأمراض التي تصيب أعضاء البدن-الأمراض غير المخصصة بعضو معين- وتركيب الأدوية التي تعالج هذه الأمراض وقد قاموا بتقسيم الطب إلى قسمين :
قسم نظري
و
قسم عملي
وقد اعتمدوا في العلاج في محاربة الأمراض على اعتماد المريض بالقوة المعنوية أما في مجال الأمراض فقد تم دراسة الأمراض المؤذية والفصلية والموسمية والأمراض المعدية كما أنجز علماء المسلمين دراسة تفصيل الأمراض التي تصيب الرأس والجمجمة والنخاع والعين والأذن والأجسام والقلب واستطاعوا تحديد أمراض السل الرؤوي ووصفوا العلاج له بالتربانتين والجوز.
الفصل الثاني:
سيرة العلماء في الطب والصيدلة.
نبدأ في هذا الفصل بالتحدث عن العلماء في الطب والصيدلة وحياتهم العلمية .
1-ابن أبي أصبغة
ابن أبي أصبغة هو موفق الدين أبو العباس أحمد بن سديد الدين القاسم، سليل أسرة اشتهرت بالطب، وموفق الدين أشهر أفراد الأسرة وإليه يصرف الانتباه إذا ذكر: ابن أبي أصيبعة. ولد بدمشق سنة 600 هـ وكني أبا العباس قبل أن يطلق عليه لقب جده ابن أبي أصيبعة وقد نشأ في بيئة حافلة بالدرس والتدريس، والتطبيب والمعالجة درس في دمشق والقاهرة نظرياً وعملياً، وطبق دروسه في البيماريستان النوري، وكان من اساتذته ابن البيطار العالم النباتي الشهير ومؤلف (جامع المفردات). وكان يتردد كذلك على البيمارستان الناصري فيقوم بأعمال الكحالة،وكان مشهورا بالطب في زمنه.
2-ابن سينا.
هو الشيخ الرئيس الحسين بن عبدالله , كنيته ابو علي . ولد ف أفشنه من قرى بخارى فتعهد بالتربية والتعليم حتى اتقن-وهو دون العاشرة- القرآن والأدبوفي بخارى تعمق في العلوم المتنوعة من فقه وفلسفة وطب، وبقي في تلك المدينة حتى بلوغه العشرين. ثم انتقل إلى خوارزم حيث مكث نحواً من عشر سنوات (392 - 402 هـ)، ومنها إلى جرجان فإلى الري. وبعد ذلك رحل إلى همذان وبقي فيها تسع سنوات، ومن ثم دخل في خدمة علاء الدولة بأصفهان. وهكذا أمضى حياته متنقلاً حتى وفاته في همذان، في شهر شعبان سنة 427 هـ ترك ابن سينا مؤلفات متعدّدة شملت مختلف حقول المعرفة في عصره وكانت المرحلة الثانية من عمره فترة عطاء وترحال وعمل زار أمراء واتصل بعلماء ومشاهير وعمل وزيرا لدى شمس الدين البويهي ولقد مال الأوروبيون إلى آرائه الطبية فترجموها وشرحوها بل نسبوا إليه كل فضل عربي في علم الطب ومن أهم كتبه القانون في الطب الذي يشتمل على خمسة أقسام والذي لازال يدرس حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلاد.
كتب الطبيعيات وتوابعها: جمعت طبيعيات ابن سينا في الشفاء والنجاة والإشارات، وما نجده في خزائن الكتب من الرسائل ليس سوى تكملة لما جاء في هذه الكتب. ومن هذه الرسائل: رسالة في إبطال أحكام النجوم، ورسالة في الأجرام العلوية، وأسباب البرق والرعد، ورسالة في الفضاء، ورسالة في النبات والحيوان
كتب الطب: أشهر كتب ابن سينا الطبية كتاب القانون الذي ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر. ومن كتبه الطبية أيضاً كتاب الأدوية القلبية، وكتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية، وكتاب القولنج، ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، ورسالة في تشريح الأعضاء، ورسالة في الفصد، ورسالة في الأغذية والأدوية. ولابن سينا أراجيز طبية كثيرة منها: أرجوزة في التشريح، وأرجوزة المجربات في الطب، والألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت.
ولقد انتشرت كتب كثيره من ابن المجوسي ولكن مال الناس لكتاب ابن سينا, وهنا سوف ننتقل للعالم ابن المجوسي.
هو علي بن العباس المجوسي، من أطباء الدولة العباسية في أواسط مدتها، فارسي الأصل، أهوازي الموطن. اشتغل في صناعة الطب على أبي ماهر موسى بن سيار. اتصل بعضد الدولة بن بويه، وصنّف له كتاباً مشهوراً في الطب اسمه (كامل الصناعة الطبية الضرورية) واشتهر باسم (الكتاب الملكي)، فيه عشرون مقالة وما زال مخطوطاً. قال ابن أبي أصيبعة: (هو كتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها). وقال القفطي: (مال الناس إليه في وقته، ولزموا درسه، إلى أن ظهر كتاب ابن سينا فمالوا إليه). وكانت وفاة ابن المجوسي حوالي السنة 400 هـ.
المصادر:الأول:موسوعة عباقرة الإسلام في الطـــــــــب
الثاني:كتاب علم الطب
الثالث : موسوعة عباقرة الإسلام في التربية والأدب
الباب الثاني
الهندسة والرياضيات
الفصل الأول:
الانجازات.
(((تطور البحث في الرياضيات عند العرب ولاسيما علم الجبر,وإليهم يعزى اكتشافه.
أخذ العرب الأرقام الهندية وعرفوا كيفية استخدامها واستعمال نظامها وتحويلها إلى أداة ذات نفع عميم .فقد كان المصريون يكتبون الأرقام واحد , ثنين , ثلاثة على شكل خطوط عمودية متجاورة ,فتكونت عندهم الأرقام من خطوط ونقاط.
وكتب البابليون أرقامهم مستخدمين أشكالا مسمارية أفقية وعمودية تحدد عددها ووضعها.
كان الشعب الهندي هو الشعب الوحيد الذي استطاع التخلص من نظام تكوين الأعداد في سلسلة من الرموز أو الرسوم , فقد ابتكرو فق ابتكروا لكل رقم شكلا واحدا يدل عليه ويكتب به.
ولقد أدرك العرب الأرقام الهندية وأدركو بعبقريتهم الرياضية قيمة هذه الأرقام وفائدتها العلمية , ولا عجب أن يكون كل تركيب وكل حساب فلكي مرتكزاً على الأرقام وحساباتها, ولا شك أن علم الجبر العربي وفي مقدمتهم الخوارزمي كان المصدر الذي نهل منه أبو كامل المصري, ولعل عمر الخيام هو الذي طور علم الجبر ووصل به إلى درجة رفيعة من الأزدهار.
والواقع أن علم الرياضيات الذي عرفه علماء الغرب عن علماء العرب كان حقيقة أمره فتحا جديداً.وذلك أن النظام الهندسي الذي وضعه الإغريق ومهدو الرياضيات به,أخذ العلماء العرب وطووروه ووضعو بديلاً له ذا نظام جبري حسابي.
ثم إن العرب المسلمين ابتكرو الحساب العشري بعد الفاصلة , فنحن نجد الفلكي كاشي طور علم الحساب حين حول للمرة الأولى في التاريخ الرياضي الكسور إلى فواصل وبذلك جعل الحساب في متناول الجميع .
وأدرك العرب المسلمين المعادلات الجبرية وحلو الكثير من المعادلات من الدرجة الثانية بطرق هندسية , واكتشفوا حلولا جبرية وهندسية لمعادلات ابتكروها , وابتكرو الرموز في المعاملات الرياضية,وحلو معادلات الدرجة الثالثة,فجمعو بذلك بين الجبر والهندسة , وعرفوا الجذور الصماء , وكان العالم الخوارزمي في أول من استعمل كلمة أصم للدلالة على العدد الذي لاجذر له , كما أن ابن سنان بن فتح الحراني صنف كتابا في الجمع والتفريق وشرح فيه الكيفية التي بواسطتها يمكن إجراء الأعمال الحسابية التي تتعلق بالضرب والقسمة بوساطة الجمع والطرح!.
كما قسم العلماء المسلمون الهندسة إلى نوعين عقلية وحسية . فالعقلية مايعرف ويفهم. والحسية هي معرفة بالمقادير,أي مايرى ويدرك باللمس . والنظر في الهندسة الحسية يؤدي إلى المهارة في الصنعة وخصوصا في المساحة والنظر في الهندسة العقلية يؤدي إلى الحذق في الصنائع العلمية , لأن هذا العلم يؤدي إلى معرفة جوهر النفس التي هي جذر العلوم وعنصر الحكمة.
الفصل الثاني:
من علمائهم.
هنا سوف نتكلم عن علماء الرياضيات والهندسة
1- الخوارزمي.
هو محمد بن موسى ,وجرى الطبري على تلقيبه بالمجوسي والقطربلي , أي الذي عاش أو خرج من قطربل , وهي ناحية غربي دجلة بالقرب من بغداد.
والأخبار عن حياته قليلة جداً وغير موثوق بها , لأنها في كثير من الأحيان لاتعرف أهو المقصود بها أم محمد بن موسى بن شاكر . ولا يعلم على وجه التحقيق تاريخ مولده كما أن وفاته غير محقق .
عاش الخوارزمي في عهد المأمون وكان أحد منجميه , ولعله اشترك في حساب ميلان الشمس في ذلك العهد ,وجرى الخوارزمي على العكوف في مكتبة المأمون للدرس.وقد انصرف الخوارزمي إلى دراسة الرياضيات ولعل الطبري نقل عنه الفقرة التي تتناول في حادثة وقعت في عهد المأمون.
ويستدل من كتب الخوارزمي التي كان بعضها هاما مبتكرا على أنه كان عظيم الموهبة حاد الذكاء.
ومن أهم كتب الخوارزمي الرياضية هو الكتاب المعروف بالجبر"حساب الجبر والمقابلة".
وكما ألف الخوارزمي كتابين في الأسطرلاب"كتاب العمل بالأسطرلاب", وكتاب "عمل الأسطرلاب" على أنهما لم يصلا إلينا.
2- البتاني.
هو محمد بن جابر بن سنان الخراني الرقي الصابئ,أبو عبدالله المعروف بالبتاني
فلكي , مهندس.
والبتاني نسبة إلى بتان من أعمال بلاد مابين النهرين ,وولد قبل 244هـ, وكان من أهل حران , وسكن الرقة واشتغل برصد الكواكب من سنة 264هـ إلى 306هـ.
يرجع الفضل البتاني في إرساء المفاهيم الحديثة ورموز الدوال في حساب المثلثات واستقلالها المميز , وإليه تعزى كتابات متعدده في التنجيم.
ومن مؤلفات البتاني مجموعة من الكتب والرسائل على أن كتابه "الزيج الصابي" يعد أهم أعماله ويضم دراسة فلكية ومجموعة من الجداول ضمنها نتائج أرصاده التي كان لها أبلغ الأثر ليس في علم الفلك في العالم الإسلامي فقط , ولكن في تطور علم الفلك وحساب المثلثات.)))
المصدر: موسوعة عباقرة الاسلام
في الفيزياء والكيمياء والرياضيات
للدكتور رحاب خضر عكاوي.
موسوعة عباقرة الإسلام في علم الفلك
للدكتور رحاب خضر عكاوي
الباب الثالث
علم الفيزياء والكيمياء
الفصل الأول:
الإنجازات:
(((القسم الأول:
الكيمياء:
اهتم العرب بعلم الكيمياء بشكل واضح حتى أن المتطبب عبداللطيف البغدادي يذكر أن معاصريه من الكيميائيين كانوا يعرفون ثلاثمائة حالة للتمويه,وكان من بينهم علماء حقيقيين.
ولقد عالج الكثير من العلماء المسلمين علم الكيمياء , وناقشوا مبادئ هذا العلم فطرحوا زائفه وأضافوا إليه اختراعات جديدة يمكن إعتبارها أساسا قويا في دعم الكيمياء ويقول درابر:\"إن المسلمين هم الذين أنشؤوا علم الكيمياء وكشفوا بعض أجزائها المهمة ومن إختراعاتهم ماء الفضة وحامض الكبريت وزيت الزاج وماء الذهب , وهم الذن غكتشفوا الكحول والبوتاس والزرنيخ والقلويات كما أنهم الذين استخدموا ذلك العلم.....\".
ولقد أعطى علماء المسلمون علم الكيمياء أصالة البحث العلمي فكانوا أول من حقق هذا النصر العلمي الباهر , ويتفق علماء الكيمياء على وجه البسيطة على أن علماء العرب هم مؤسسو الكيمياء كعلم يعتمد عليه التجربة , وفي الواقع فإن علماء المسلمين هم الذين أوجدوا من علم الكيمياء منهجا استقرائيا سليما يستند على الملاحظة الحسية والتجربة العلمية , لأنها قوام علم الكيمياء وليس القياس كما هو معهود من العلوم البحتة,لذا يجب نجد أن المعرفة الواضحة غير المشوبة بشيء من الغموض لايمكن أن نحصل عليها دون الاعتماد على التجربة والاستقراء.
لقد نهل العلماء المسلمون من المصادر المصرية والبابلية واليونانية والفارسية والهندية وغيرها , ولكنهم أبعدوا أنفسهم عن الغموض واعتمدوا على الحقائق العلمية ودعموها بالتجربة ولذا نجدهم أبعد الناس عن الخيال والخرافة الذين كانا سائدين في حضرات العالم الأخرى.
كما نجدهم أرسوا قواعد الكيمياء ولم يقبلوا شيئا كحقيقة مالم تثبته المشاهد أو تحققه التجربة العلمية.
القسم الثاني:
الفيزياء:
قامت العلوم الطبيعية عند العلماء المسلمين في بدئها على شروح مؤلفات أرسطو , ولكنهم لم يلبثوا أن فضلوا دراسة هذه العلوم في الطبيعة على درسها ترجمات الكتب , وإليهم يعود الفضل فيما وضعوا من الكتب الممتعة الوفيرة هي الفيزياء وهو علم المعاجم والحجر والنبات , وإننا لانجد في مصنفات العرب مانجده في كتب العلوم الحديثة من حيث التقسيم والتعريف , غير أننا نقرأ تفصيلا دقيقا عن الحجارة في رسالة ابن سينا .
واهتم العلماء المسلمين أيضا في علم الصوت وبحثوا في منشئة وكيفية إنتقاله , فكانوا أول من عرف أن الأصوات تنشأ عن حركة الأجسام المحدثة لها وانتقالها في الهواء على هيئة موجات تنشر على شكل كروي , وهم أول من قسم الأصوات إلى أنواع عللوا سبب اختلافها عن الحيوانات باختلاف طول أعناقها وسعة حلاقيمهاوتركيب حناجرها.
ويعتبر المسلمون أول من علل الصدى وقالوا أنه يحدث عن إنعكاس الهواء المتموج من مصادقة عال كجبل أو حائط , ويمكن أن لا يقع الحس بالانعكاس لقرب المساحة فلا يحس بتفاوت زماني الصوت وانعكاسه .
وتناولوا في بحوثهم علم الحرارة والبرودة وآثارهما في الأجسام , ولكنهم نهجوا في ذلك نهج آرسطوا وفلاسفة اليونان , غير أن ابن سينا كان أدق علماء عصره نظرا وبحثا وهو القائل \" إن لكل عنصر من العناصر الأربعة طبيعتين , فللنار الحرارة واليوبسية , وللهواء الحرارة والرطوبة , وللماء البرودة والرطوبة , وللأرض البرودة والبيوسة \" وإذا كان لأحد علماء اليونان قد بحثوا في علم الضوء فإن بحوثهم لم تكن في المستوى العلمي الوافي , ولذلك لم يبلغ علم الضوء قبل الكشوف الإسلامية شأوا كبيرا , إلأى أن اهتم ابن الهيثم بعلم البصريات ليشهد العالم بإنجازات العلماء المسلمين
لقد جرى علماء العرب والمسلمين على ملاحظة الظواهر الطبيعية والقيام بالتجارب والقياسات المختبرية مع الاحتياط في الاستنتاج , كما شكوا في كثير من استنتاجات علماء اليونان وأنكروا بعضها , ولذلك يمكن القول أن العرب ابتكروا الطريقة الحديثة في التفكير العلمي والمعاصر .
الفصل الثاني:
من علمائهم:
القسم الأول:
علماء الكيمياء:
1- خالد بن يزيد
هو خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي , أبو هاشم , حكيم قريش وعالمها في عصره , إشتغل بالكيمياء والطب والنجوم فأتقنتها وألف فيها رسائل .
كان موصوفا بالعلم والدين والعقل, وقال عنه البيروني : \" كان خالدا أول فلاسفة الإسلام \" , وجاء في سبائك الذهب ومعجم قبائل العـــــــــرب أن الحمداني ذكر أٌواما في ناحية تندة وماحولها من بلاد الأشمونيين من الديار المصرية يسمون بني خالد نسبة إلى خالد بن يزيد.
كان فاضلا ذا همة محبا للعلوم , خطر بباله حب الصنعة \"الكيــــمـــــياء\" فأمربإحضار جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل في مصر , وقـــــد تفصح بالعربية , وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي وكان هذا أول من نقل في الإسلام من لغة إلى لغة .
2- الإمام جعفر الصادق.
هو أبو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكان من سادات أهل البيت ,لقب بالصادق لصدقه فــي مقالاته , وفضله أشهر من أن يذكر .
له كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفأل , وكان تلميذه أبو موسى جار بن حيان الطرطوسي وقد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رســـــائل جعفر الصاجق وهي خمسمائة رسالة .
أخذ عنه جماعة منهم بالإمامان أبو حنيفة ومالك , وله أخبار مع الخلفاء من بني العباس , وكان جريئا عليهم صداعا بالحق , اتجه منذ صغره إلى العلم , فتتلمذ على كبار شيوخ عصره إبان نشأته , إضافة إلأى تلقيه العلم على أبيه الباقر .
عرف بأمانته وصدقه في القول, فهو العالم المثالي المشهور بالخلق والنزاهة العلمية , عاش شطرا من حياته في المدينة المنورة.
ولقد كان من أوائل العلماء المسلمين الذين اشتغلوا في صناعة علم الكيمياء , ولعله الثاني بعد رادة خالد بن يزيد في هذا الحقل , عرف من تلامذته جابر بن حيان الذي اهتم انجازات معلمه فكتب كتابا ضخما حوى معظم رسائله ,وقد قرأ جعفر كل ماكتب في اللغة العربية عن علم الكيمياء , وفي ذلك الوقت كانت معظم الكتب التي ترجمت إلى العربية من اللغات الأم .
2- الرازي.
هو أبو بكر محمد بن زكريا , أحد المشاهير في الطب والكيمياء والفلسفة , ولد في الري حيث تعمق على مايظهر في الريضيات والفلك والفلسفة والأدب ولعله درس في شبابه الكيمياء , ولم ينصرف الرازي إلأى الطب إلا في سن متقدمة , وقد خدم صاحب الري وسرعان مادبر مارستانها الجديد , ثم نجده بعد ذلك يدبر مارستان بغداد , وكان الرازي أشهر طبيب في زمانه , وهذا هو إلى تقلب أهواء الأمراء واضطراب الأحوال السياسية على أيامه , وعاد الرازي إلأى مسقط رأسه أكثر من مرة.
وقد كان لأبي بكر الرازي السبق في تحضيره وتمييز كثير من المواد , فهو أول من استخدم الفحم الحيواني في قصر الألوان , ولا يزال هذا النوع من الفحم مستخدما في إزالة الألوان والروائح من المواد العضوية , وهو أول من ميز بين الصودة والبوتاس أي بين كربونات الصوديوم وكربونات البوتاسيوم رغم تشابههما في خواصهما الطبيعية والكيماوية , كما وصف أوكسيد الزنيخور وصفا دقيقا , وحضر الجبس من حرق كبريتات الكاسيوم المائية واستخدامه في تجبير العظام بعد مزجه بالبيض , ووصف الأنتومن بأنه مادة صلبة سوداء , وذكر أ، النحاس يتحول إلى كاربوناتية القاعدية الخضراء عند تعرضه للهواء الرطب في درجات الحرارة الاعتيادية , ولكنه إذا ماسخن تسخينا شديدا تحول إلى مادة سوداء (أوكسيد النحاسيك).
*..........................*