بين التملق والتسلق
أنظمة الطغيان تخلق فئة في المجتمع بدون هوية , ربما يكون البعض من الجهلة وربما من المتعلمين , بل وربما نجد منهم أساتذة في الجامعات .
هؤلاء لا شخصية ولا هوية منفصلة لهم , لذا تراه مع السلطة , مع القوي , ومن النوعية التي نسميها " مات الملك .. عاش الملك "
وتوجد هذه النوعية حتى في الدول المتقدمة , فهنالك دراسة علمية مبنية على إحصاءات , أن 15% من الناخبين في المجتمعات الديمقراطية تنتخب الشخص القوى والذي له حظوظ اكبر في الفوز . ولا تنتخب بناء على ما تراه صالحا .
بالطبع مجتمعاتنا قد تزيد فيها هذه النسبة ,
قد يسميهم البعض " المتسلقون " ,
لا ألوم على تسميتهم هذه التسمية خصوصا في الدول التي ثارت على الطغيان , ودفعت الكثير من الدم والعرق والدمع مقابل تحررها , بينما كان هؤلاء الأفراد يقفون مؤيدين أو شبه مؤيدين للنظام الطاغي . يخرجون في مظاهرات مؤيده أو يلقون تصريحات ضد الثورة .
مثل هؤلاء , هم مرضى , فهم بلا شخصية , وبلا إرادة مستقلة .
أنا لا اعتذر عنهم , ولكن اشخص حالة مرضية ربما لا يعرفها البعض . حالة موجودة في كل المجتمعات وبنسب متفاوتة , ففي الدول الديمقراطية تبلغ 15% وتزيد في الدول التي تحكم بأنظمة شمولية بنسب قد تصل إلى 70% ,
قد يجاملهم البعض فيسميهم بالمتملقة , ويسمي مرضهم بالتملق , وقد يتشدد البعض ويسميهم متسلقة , ولكن حقيقة هو مرض . أو ظاهرة مرضية موجودة في كل المجتمعات .
ولكن هل نحارب هؤلاء ؟
الجواب لا , لأن لا فائدة تذكر في حربهم , ولن تتغير وقائع الماضي ولا الحاضر , ويمكن الاستفادة من خبراتهم في مجال تخصصاتهم في بناء المستقبل , حيث يوجد الطبيب والمهندس والعامل وغيرهم , كما أنهم ليسوا ملطخي اليد بالدم أو سرقة المال العام .
الدول التي تحررت من الأنظمة الطاغية يلزمها تضافر كل الجهود لبنائها , من أبنائها في الداخل والخارج , لا يجب إقصاء أحد .
أما في المناصب السياسية , فلا خطر من هؤلاء الذين نسميهم معدومو الهوية والاستقلالية , حيث أن هذه المناصب هي بالانتخاب الحر , وفي اللعبة الديمقراطية , سيفتضح أمرهم وخصوصا مع عمليات التوثيق وتطور وسائل الاتصال . ولن يحصلوا على أصوات تمكنهم من لعب أي دور سياسي .
بقي أن تقوم المجتمعات باستيعابهم , وخصوصا أن نوعية مرضهم تجعلهم مع الثورة بعد أن أثبتت الثورة قوتها , وتذكروا أن مرضهم هو "إتباع القوي والخضوع له " . وليس من الحكمة إقصاء خبرات يحتاج لها الوطن بناء على هذا المرض الغير مؤذي حاليا .
توجه كل الجهود لمعركة البناء أفضل كثيرا من شغل الوقت وإضاعة الجهد في الحديث عن هؤلاء , فعامل الوقت يجري سريعا . واليوم كان بالأمس فقط مستقبل . وسريعا سيكون الغد ماضي .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان
أنظمة الطغيان تخلق فئة في المجتمع بدون هوية , ربما يكون البعض من الجهلة وربما من المتعلمين , بل وربما نجد منهم أساتذة في الجامعات .
هؤلاء لا شخصية ولا هوية منفصلة لهم , لذا تراه مع السلطة , مع القوي , ومن النوعية التي نسميها " مات الملك .. عاش الملك "
وتوجد هذه النوعية حتى في الدول المتقدمة , فهنالك دراسة علمية مبنية على إحصاءات , أن 15% من الناخبين في المجتمعات الديمقراطية تنتخب الشخص القوى والذي له حظوظ اكبر في الفوز . ولا تنتخب بناء على ما تراه صالحا .
بالطبع مجتمعاتنا قد تزيد فيها هذه النسبة ,
قد يسميهم البعض " المتسلقون " ,
لا ألوم على تسميتهم هذه التسمية خصوصا في الدول التي ثارت على الطغيان , ودفعت الكثير من الدم والعرق والدمع مقابل تحررها , بينما كان هؤلاء الأفراد يقفون مؤيدين أو شبه مؤيدين للنظام الطاغي . يخرجون في مظاهرات مؤيده أو يلقون تصريحات ضد الثورة .
مثل هؤلاء , هم مرضى , فهم بلا شخصية , وبلا إرادة مستقلة .
أنا لا اعتذر عنهم , ولكن اشخص حالة مرضية ربما لا يعرفها البعض . حالة موجودة في كل المجتمعات وبنسب متفاوتة , ففي الدول الديمقراطية تبلغ 15% وتزيد في الدول التي تحكم بأنظمة شمولية بنسب قد تصل إلى 70% ,
قد يجاملهم البعض فيسميهم بالمتملقة , ويسمي مرضهم بالتملق , وقد يتشدد البعض ويسميهم متسلقة , ولكن حقيقة هو مرض . أو ظاهرة مرضية موجودة في كل المجتمعات .
ولكن هل نحارب هؤلاء ؟
الجواب لا , لأن لا فائدة تذكر في حربهم , ولن تتغير وقائع الماضي ولا الحاضر , ويمكن الاستفادة من خبراتهم في مجال تخصصاتهم في بناء المستقبل , حيث يوجد الطبيب والمهندس والعامل وغيرهم , كما أنهم ليسوا ملطخي اليد بالدم أو سرقة المال العام .
الدول التي تحررت من الأنظمة الطاغية يلزمها تضافر كل الجهود لبنائها , من أبنائها في الداخل والخارج , لا يجب إقصاء أحد .
أما في المناصب السياسية , فلا خطر من هؤلاء الذين نسميهم معدومو الهوية والاستقلالية , حيث أن هذه المناصب هي بالانتخاب الحر , وفي اللعبة الديمقراطية , سيفتضح أمرهم وخصوصا مع عمليات التوثيق وتطور وسائل الاتصال . ولن يحصلوا على أصوات تمكنهم من لعب أي دور سياسي .
بقي أن تقوم المجتمعات باستيعابهم , وخصوصا أن نوعية مرضهم تجعلهم مع الثورة بعد أن أثبتت الثورة قوتها , وتذكروا أن مرضهم هو "إتباع القوي والخضوع له " . وليس من الحكمة إقصاء خبرات يحتاج لها الوطن بناء على هذا المرض الغير مؤذي حاليا .
توجه كل الجهود لمعركة البناء أفضل كثيرا من شغل الوقت وإضاعة الجهد في الحديث عن هؤلاء , فعامل الوقت يجري سريعا . واليوم كان بالأمس فقط مستقبل . وسريعا سيكون الغد ماضي .
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
صالح بن عبدالله السليمان