قد تصنع الفوضى .... أمراً !
بقلم الصديق..: مازن العسلي
الفوضى تعُم أرجاء المكان ، جهازين لابتوب هُنا ، وجهاز جاري المكتبي رابضاً هُناك في إنتظار صاحبه أن يأتيه أو أن يجعل الله له سبيلاً، كتبي المبعثرة ، أوراق مذاكراتي المتناثرة، وتلك الروايات فاتحةٌ ذراعيها ليوم عشقي، التلفزيون وقناة الجيرة توأمان، وكتاب الميزانية السنوية لعام 2004 لمدينة حجة المليء بالأصفار قد أصبح رفيق طعامي لهذا الشهر عوضاً عن سبع خطواتٍ أحتاجها لأخذ سفرة الطعام من المطبخ الذي لم أصنع فيه طعاماً مُذ أعرف نفسي لأنني من مجتمع ذكوري ومن المعيب على الرجل ذلك الأمر .....
قرعات خفيفة على الباب ... لأول مرة أسمع هذه الطرقة ... أمعقولةٌ أن تكون هي نفسها تلك اليد الخشنة التي تفزعني يومياً ؟؟ هل من الممكن أن تكون يد أخي مهيب بهذه الرقة ؟؟ .. ربما تكون هي ومن يدري ... ربما يُريدني اليوم بأن أستمع إليه دون أن أقاطعه أو أن يعتذر عن ركله لي الصباح حين كنت نائماً وهرب .... أوووووووووووووه ... ماهذا السيل الجارف من التكهنات ؟؟؟؟ ...
- أنا فِدا له أخي المؤدب ...تفضل ، ياهلا .
الباب يُفتَح بهدوء على غير المعتاد ، ولم أسمع الجدار يقول : آآآآآح ... كسرتني ياباب !
سيدة غريبة ... من أين أتت هذه السيدة ؟؟ لا أسكُن سوايّ وأخي في هذه الشقة ؟؟ من أعطاها مفتاح الشقة ؟؟ كيف دخلت ؟؟ أمعقولٌ أنّي في شقةٍ خطأ ؟؟.... لكن هذا جهازي .. وكل هذه الصور وكل هذه الفوضى تُشير بأنّي في غرفتي حقاً ومن الطبيعي جداً أن تكون هذه الغرفة في شقتنا المملؤة بضجبج أصدقائي يلعبون الدومينو في الغرفة المجاورة .
مهيب المشاغب أتى آخيراً ، أفرج عني من سجون الأسئلة التي أحاطتني بقوله :
- مازن ...هذه ماما ، ماما ....هذا مازن
لطالما حدثني أخي عن سيدةٍ كأنّها ملاكُ على هذه الأرض ، أخلاقها ربانية ، أفعالها محمدية ، كنت أظنّه يتحدث عن سيدةٍ من سيدات الجنة في مخيلته ، أو عن سيدةٍ من سيدات الصحابة لم أقرأ عنها بعد ويحاول أن يبتزني بما يملك من معلومة .
- أهلاً ماما .... سررتُ بالتعرف إليك .
- أهلاً مازن ... سررتُ بالتعرف إليك أيضاً .
عيناها الوديعتانِ اللتانِ رأيتُ الله يتجلى من خلالهما ، يتحولان فجأة إلى شواظٍ ونارٍ مُستعِر ، إنّي أشعر بتلك النار تحرقتي ، ماذا صنعت أنا ؟؟؟ ... أنا لم أصنع شيئاً ورب الكعبة !!!
هي...تنحني بهدوء .. تلتقط ورقة فآخرى ... كتاباً ، كتاباً ، روايةً ، رواية ... إلى أن أنتهت من التجول في أرجاء الغرفة ، ترتب تلك الكتب لتضعها في المكتبة وتضع الأوراق في الدرج الآخر .
لكن ، مابالي أرى كُتباً وروايات وأوراق آخرى لم تأخذها ، إن كانت من هواة التنظيم فلِمّ لم تأخذ البقية ... أووووووه ، ماهذه العنصرية ؟؟ ... لِمّ الكتب والروايات والأوراق التي كتبتُ فيها بالعربية هي جُل ما كان في يدها ؟؟ ...ماهذا ياإلهي ؟؟!!
- مازن .. أتدري ماذا صنعت ؟؟
- وما أدراني بِما صنعت ياأمي .
- لقد أهنتّ القرآن يامازن .
- والله العظيم ياأمي ما أهنته ، ألا ترين إنّه هُناك في أعلى درجٍ في المكتبة.
- مازن ..القرآن مكتوب بالعربية وكل حرفٍ هُنا على هذه الأرض كان عربياً ، ومجموع هذه الحروف يُشكِّل كتاب الله الأعظم ، وتقول لي في الأخير بأنّك لم تُهنّه .... عجبي !
- أعدُكِ بأنّي لن أكررها مجدداً .
لم أقصد الإهانة ياإلهي ؟؟ ... أيُعقَل بأنّها على صواب وأنّي كنتُ على خطأ ؟؟ ... أم أنّها تبالغ كثيراً ودينك سهل ولا يلزمني بكل هذا ؟؟ ... ولكني قد وعدتها ... هل وعدي لها يعتبر شركاً في عبادتك ونفاقاً ؟؟ ..... ربااااااااااااااه أرشدني الطريق .
- مازن ، إسمك سهل وحلو ، مامعناه ؟؟
- يُقال ياأمي والعِلمُ عند الله بأنّ معناه : بيض النحل ، ولكنّي لم أرّ نحلة قد باضت مازناً مثلي حتى هذا اليوم ، ويُقال بأنّه السحاب الغزير المطر وأسألُ من الله العظيم أن أكون كذلك .... أأعجبك إسمي إلى هذا الحد ؟؟ .... أيُّ الأسماء العربية أحبُ إلى قلبك ؟؟
- ومن غيره ..... "محمد" هو أحبُ الأسماء إلى قلبي.
- ألديكِ ولداً يا أمي ؟؟
- نعم .
- ما إسمه ؟؟
- إسمه ميدفيديف.
- مادمتي تحبين إسم " محمد" إلى هذه الدرجة .. لِمّ لم تسمين إبنك بمحمداً ؟؟ أممنوعٌ في بلادكم ذلك؟؟ أم ماذا؟؟
- أٌحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم جداً جداً جداً ؛ ولذلك أمتنعتُ عن ذلك ؟؟
- ماذا تقولين أنتي ؟؟ .... كيف أنّ الحب هو المانع ؟؟
- تخيل أنّي أسميتُ ولدي محمداً وطبعاً بما أنّي أمه سأحتاج إلى أن أؤدبه أحياناً لسببٍ ما ، فكيف لي أن أرفع صوتي أو يدي تجاه شخصٍ يحمل إسم حبيبي " محمد ".
الصمت يُخيّم فجأةً ، وغصةٌ تبتلع ماتبقى من حروف كانت تداعب لساني ، ونفسي تحدثني : ياويح نفسي والتحدث بإسم الإسلام ، القرآن آياته أكثر من ستة آلاف آية ، آيات الحدود فيها لاتتجاوز الثلاثمائة آية ، صار مانسبته واحد إلى عشرين هو المتحكم بكل توجهاتنا ، نتقاتل لأجله وعليه وحوله وتسقط الدماء وتُسفَك ، تارةً بنحن أنصار الله وتارةً آخرى بنحن أنصار الشريعة ، وأحياناً بنحن أنصار الثورة ، ونحن أنصار الشرعية الدستورية ، ونسعى إلى حكم الناس ولم نحكم أنفسنا بالإسلام بعد .
لكم نحن تائهون فعلاً؟؟ وكم نحن غرباء حقاً ؟؟
أسألك يارب أن تٌنقذنا من صراعاتنا الفكرية وتهدينا السبيل وأسألك أن ترزقنا حُبك الصادق الخالص وحب رسولك المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وأن ترزقنا الأخلاق أولاَ ..... وأنت أعلم بالبقية !
بقلم الصديق..: مازن العسلي
الفوضى تعُم أرجاء المكان ، جهازين لابتوب هُنا ، وجهاز جاري المكتبي رابضاً هُناك في إنتظار صاحبه أن يأتيه أو أن يجعل الله له سبيلاً، كتبي المبعثرة ، أوراق مذاكراتي المتناثرة، وتلك الروايات فاتحةٌ ذراعيها ليوم عشقي، التلفزيون وقناة الجيرة توأمان، وكتاب الميزانية السنوية لعام 2004 لمدينة حجة المليء بالأصفار قد أصبح رفيق طعامي لهذا الشهر عوضاً عن سبع خطواتٍ أحتاجها لأخذ سفرة الطعام من المطبخ الذي لم أصنع فيه طعاماً مُذ أعرف نفسي لأنني من مجتمع ذكوري ومن المعيب على الرجل ذلك الأمر .....
قرعات خفيفة على الباب ... لأول مرة أسمع هذه الطرقة ... أمعقولةٌ أن تكون هي نفسها تلك اليد الخشنة التي تفزعني يومياً ؟؟ هل من الممكن أن تكون يد أخي مهيب بهذه الرقة ؟؟ .. ربما تكون هي ومن يدري ... ربما يُريدني اليوم بأن أستمع إليه دون أن أقاطعه أو أن يعتذر عن ركله لي الصباح حين كنت نائماً وهرب .... أوووووووووووووه ... ماهذا السيل الجارف من التكهنات ؟؟؟؟ ...
- أنا فِدا له أخي المؤدب ...تفضل ، ياهلا .
الباب يُفتَح بهدوء على غير المعتاد ، ولم أسمع الجدار يقول : آآآآآح ... كسرتني ياباب !
سيدة غريبة ... من أين أتت هذه السيدة ؟؟ لا أسكُن سوايّ وأخي في هذه الشقة ؟؟ من أعطاها مفتاح الشقة ؟؟ كيف دخلت ؟؟ أمعقولٌ أنّي في شقةٍ خطأ ؟؟.... لكن هذا جهازي .. وكل هذه الصور وكل هذه الفوضى تُشير بأنّي في غرفتي حقاً ومن الطبيعي جداً أن تكون هذه الغرفة في شقتنا المملؤة بضجبج أصدقائي يلعبون الدومينو في الغرفة المجاورة .
مهيب المشاغب أتى آخيراً ، أفرج عني من سجون الأسئلة التي أحاطتني بقوله :
- مازن ...هذه ماما ، ماما ....هذا مازن
لطالما حدثني أخي عن سيدةٍ كأنّها ملاكُ على هذه الأرض ، أخلاقها ربانية ، أفعالها محمدية ، كنت أظنّه يتحدث عن سيدةٍ من سيدات الجنة في مخيلته ، أو عن سيدةٍ من سيدات الصحابة لم أقرأ عنها بعد ويحاول أن يبتزني بما يملك من معلومة .
- أهلاً ماما .... سررتُ بالتعرف إليك .
- أهلاً مازن ... سررتُ بالتعرف إليك أيضاً .
عيناها الوديعتانِ اللتانِ رأيتُ الله يتجلى من خلالهما ، يتحولان فجأة إلى شواظٍ ونارٍ مُستعِر ، إنّي أشعر بتلك النار تحرقتي ، ماذا صنعت أنا ؟؟؟ ... أنا لم أصنع شيئاً ورب الكعبة !!!
هي...تنحني بهدوء .. تلتقط ورقة فآخرى ... كتاباً ، كتاباً ، روايةً ، رواية ... إلى أن أنتهت من التجول في أرجاء الغرفة ، ترتب تلك الكتب لتضعها في المكتبة وتضع الأوراق في الدرج الآخر .
لكن ، مابالي أرى كُتباً وروايات وأوراق آخرى لم تأخذها ، إن كانت من هواة التنظيم فلِمّ لم تأخذ البقية ... أووووووه ، ماهذه العنصرية ؟؟ ... لِمّ الكتب والروايات والأوراق التي كتبتُ فيها بالعربية هي جُل ما كان في يدها ؟؟ ...ماهذا ياإلهي ؟؟!!
- مازن .. أتدري ماذا صنعت ؟؟
- وما أدراني بِما صنعت ياأمي .
- لقد أهنتّ القرآن يامازن .
- والله العظيم ياأمي ما أهنته ، ألا ترين إنّه هُناك في أعلى درجٍ في المكتبة.
- مازن ..القرآن مكتوب بالعربية وكل حرفٍ هُنا على هذه الأرض كان عربياً ، ومجموع هذه الحروف يُشكِّل كتاب الله الأعظم ، وتقول لي في الأخير بأنّك لم تُهنّه .... عجبي !
- أعدُكِ بأنّي لن أكررها مجدداً .
لم أقصد الإهانة ياإلهي ؟؟ ... أيُعقَل بأنّها على صواب وأنّي كنتُ على خطأ ؟؟ ... أم أنّها تبالغ كثيراً ودينك سهل ولا يلزمني بكل هذا ؟؟ ... ولكني قد وعدتها ... هل وعدي لها يعتبر شركاً في عبادتك ونفاقاً ؟؟ ..... ربااااااااااااااه أرشدني الطريق .
- مازن ، إسمك سهل وحلو ، مامعناه ؟؟
- يُقال ياأمي والعِلمُ عند الله بأنّ معناه : بيض النحل ، ولكنّي لم أرّ نحلة قد باضت مازناً مثلي حتى هذا اليوم ، ويُقال بأنّه السحاب الغزير المطر وأسألُ من الله العظيم أن أكون كذلك .... أأعجبك إسمي إلى هذا الحد ؟؟ .... أيُّ الأسماء العربية أحبُ إلى قلبك ؟؟
- ومن غيره ..... "محمد" هو أحبُ الأسماء إلى قلبي.
- ألديكِ ولداً يا أمي ؟؟
- نعم .
- ما إسمه ؟؟
- إسمه ميدفيديف.
- مادمتي تحبين إسم " محمد" إلى هذه الدرجة .. لِمّ لم تسمين إبنك بمحمداً ؟؟ أممنوعٌ في بلادكم ذلك؟؟ أم ماذا؟؟
- أٌحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم جداً جداً جداً ؛ ولذلك أمتنعتُ عن ذلك ؟؟
- ماذا تقولين أنتي ؟؟ .... كيف أنّ الحب هو المانع ؟؟
- تخيل أنّي أسميتُ ولدي محمداً وطبعاً بما أنّي أمه سأحتاج إلى أن أؤدبه أحياناً لسببٍ ما ، فكيف لي أن أرفع صوتي أو يدي تجاه شخصٍ يحمل إسم حبيبي " محمد ".
الصمت يُخيّم فجأةً ، وغصةٌ تبتلع ماتبقى من حروف كانت تداعب لساني ، ونفسي تحدثني : ياويح نفسي والتحدث بإسم الإسلام ، القرآن آياته أكثر من ستة آلاف آية ، آيات الحدود فيها لاتتجاوز الثلاثمائة آية ، صار مانسبته واحد إلى عشرين هو المتحكم بكل توجهاتنا ، نتقاتل لأجله وعليه وحوله وتسقط الدماء وتُسفَك ، تارةً بنحن أنصار الله وتارةً آخرى بنحن أنصار الشريعة ، وأحياناً بنحن أنصار الثورة ، ونحن أنصار الشرعية الدستورية ، ونسعى إلى حكم الناس ولم نحكم أنفسنا بالإسلام بعد .
لكم نحن تائهون فعلاً؟؟ وكم نحن غرباء حقاً ؟؟
أسألك يارب أن تٌنقذنا من صراعاتنا الفكرية وتهدينا السبيل وأسألك أن ترزقنا حُبك الصادق الخالص وحب رسولك المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وأن ترزقنا الأخلاق أولاَ ..... وأنت أعلم بالبقية !