السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فالله رب العالمين خلق جميع المخلوقات من انس وجن وجماد وحيوان ونبات وأنهار وأشجار وغير ذلك الكثير والكثير حتى الذرات والالكترونات وما أصغر من ذلك وأدق ..
وقد خلق الله رب العالمين هذه الكائنات جميعا وعرض عليها الأمانة أمانة التكليف بين افعل ولا تفعل فأبت جميع المخلوقات حملها إلا الانسان . ((إنه كان ظلوما جهولا))
قال الله تعالى : "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا"
فاختار الانسان لنفسة الحياة التي خيره الله فيها بين افعل ولا تفعل وأعطاه العقل المميز الذي يميز بين الخير والشر وبين ما يحبة الله ويغضبه وأعطاه الله رب العالمين مشيئة تحت مشيئته سبحانه .
فالانسان مخير في جميع تصرفاته .. ليس مسيرا بحال من الأحوال
ولتقرأ في ذلك باب القضاء والقدر في كتب العقيدة المختلفة منها أصول الايمان ، العقيدة الوسطية
ولما كان الأمر كذلك فليس للانسان على الله حجة ، وقد أرسل الله اليه رسلا يدعوه إلى الله وإلى الطريق المستقيم ..
فمن آمن بالله فله الثواب العظيم ومن كفر فله عذاب عظيم
قال الله تعالى : "ليعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله عفورا رحيما"
إذا فالله رب العالمين لم يخلق شيئا عبثا وإنما لكل مخلوق طاعة يؤديها فالكل مسبح بحمد الله :
قال تعالى: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده"
وقال تعالى: "ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات والأرض"
والملائكة في السماء يسبحون بحمد لله
قال تعالى : "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا"
وقال تعالى : "لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون . يسبحون الليل والنهار لا يفترون"
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((أطت السماء وحُق لها أن تئط مافيها موضع أربع أصابع إلا وملك ساجد واضع جبهته لله تعالى ..))
----------------------------------------------
فحقيقة الدنيا أن نذكر الله ونطيعه ونفعل ما يرضيه حتى يرضى عنا .
ألا تعلم ما أعده الله للطائعين .. إنها جنة عرضها السماوات والأرض ، جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،
إنها جنة الخلد ، تجري من تحتها الأنهار ،
جنة فيها الحور العين ، جنة الفردوس سقفها عرش الرحمن .
جنة يتلذذ فيها المؤمنون برؤية وجه الله تعالى .
وهذا جزاء المؤمنين الطائعين .. الذين عرفوا حق الله عليهم فأطاعوه ، وعرفوا نعمته فشكروه على نعمه ..
هم المؤمنين الذين يتلذذون بالجنتين جنة في الدنيا وجنة الخلد في الآخرة .
جنة النيا ، ووالله إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الخلد،
جنة الدنيا ، يتلذذ فيها المؤمنين بطاعة الله ، جنة الأنس بالله .
------------------------------------------------------
فعلينا أن لا نضيع الفرصة من بين أيدينا قبل أن يأتي يوم تبلغ الروح فيه الحلقوم . قبل أن يأتي يوم تتشقق السماء فيه بالغمام
فلقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ليهدى الخلق إلى الخلق .. لتستقيم الأقدام على الصراط المستقيم ..
للخروج من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
لذا فليس للناس على الله حجة بعد الرسل ، علينا أن نطيعه ولا نشرك به شيئا ،
علينا أن نعبده كما أمرنا ، لا نشرك به كما فعلت الأمم من قبلنا .
علينا أن نعبد الله ونطيعه كما أمرنا ، وأن نلزم شرعه ، ونجتنب نهيه ، ونتبع هدي رسوله - صلى الله عليه وسلم -
علينا أن نعمل لآخرتنا ، قبل أن يأتينا أجلنا أو يأتي علينا يوم القيامة
"يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا. إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا . فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا. السماء منفطر به كان وعده مفعولا. إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا"