جماعة الإخوان المسلمين الليبية تعلن أنها تعتبر النظام الفيدرليه

جماعة الإخوان المسلمين الليبية تعلن أنها تعتبر النظام الفيدرالي خطوة نحو الانقسام والانفصال في ليبيا
المنارة 7 مارس 2012
المنارة – خاص :
أصدرت جماعة الإخوان المسلمين الليبية بيانا يوم الإثنين الماضي قالت فيه إن الرغبة في تطبيق النظام الفيدرالي في ليبيا يمكن أن يكون خطوة في اتجاه التمزيق الكامل للتراب الليبي كما حدث في السودان مؤخراً.بحسب قولها.
وأعلنت أنها”تراقب بقلق بالغ هذا الحراك السياسي”الذي شهدته مدينة بنغازي يوم أمس الثلاثاء والذي تمثل في إعلان ولاية برقة بليبيا.موضحة”أن الإدارة المحلية والحكم المحلي هي البديل” وهو الأمر الذي وصفته الجماعة إنه”يحل الكثير من المشاكل التي تنشأ عن المركزية،وتعزز الشفافية وتحارب الفساد،عندما تقوم الإدارة المحلية بمفهومها الصحيح”.
وذهبت في بيانها – الذي تحصلت المنارة على نسخة منه – إلى أن ما أسمتها”المصالح الجهوية أو الطموحات الشخصية الضيقة التي تستهدف المراهنة على التوجه الفيدرالي”ستكون”عامل ضعف للدولة الليبية وتجعلها لقمة سائغة للتدخلات والاختراقات الخارجية،وفي هذا تفريط تاريخي في الأمانة التي نحملها”.حسب وصفها.
ضرورة الحوار
وأكدت الجماعة أن”الوحدة الوطنية هدف أساسي”من أهدافها”السياسية” كاشفة أنها”ستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الوحدة”التي قالت إنها تعتبرها ثابتا”من ثوابت ثورة 17فبراير” .ومنبهة في السياق نفسه إلى”أن الحوار هو خير وسيلة للوصول إلى خير البلاد وصلاح العباد”.
وأضافت أن”فترة النظام الفيدرالي الذي عرفته ليبيا بعد الاستقلال جاء بعد حالة من التفرق،وكان خطوة مرحلية ايجابية في اتجاه بناء الدولة الليبية الموحدة كليا، وهو ما تحقق فعلا سنة 1963م واستقبل شعبنا حينها قرار التوحيد الكامل بكل سرور وترحاب”.
وفي المقابل تؤكد جماعة الإخوان الليبية أن”التحول إلى الفيدرالية بعد التوحد الكامل لن يكون إلا تراجعا إلى الخلف وخطوة مرحلية سلبية في الاتجاه المعاكس نحو الانقسام والانفصال”.
وفي سياق متصل ذكرت الجماعة في بيانها أن”السلوك المدني”يكون”من خلال تشكيل جماعات الضغط،والأحزاب السياسية،وتوعية الناس بهذه الأفكار المطروحة “.معتبرة أنه”خير وسيلة للحوار العقلاني الرشيد الذي يصل بنا إلى القرارات السليمة”.بحسب تعبيرها.
بناء متدرج
وترى جماعة الإخوان الليبية أن”المشكلة الأساسية”بحسب وصفها”كانت مع الدولة الشمولية وليس في الشكل الإداري للدولة أياً كانت المبررات،وأن الفوضوية لا يمكن إن تحل بشكل إداري جديد بل بالبناء المتدرج لمؤسسات الدولة”.ومضيفة بالقول”أن الشعب الليبي يمتلك درجة عالية جدا من التجانس والأهلية للتوافق والتعايش في إطار دولة موحدة”.
واعتبرت الجماعة أن هذا التجانس”ميّزة تفتقرها وتتوق إليها الكثير من الشعوب والدول التي تتبنى النظام الفيدرالي،الأمر الذي يستبعد كليا أي ضرورة وحاجة”.ومنوهة إلى أن”ليبيا تتمتع بمساحة كبيرة وثروات تؤهلها لأن تكون دولة محورية هامة في منطقتنا”.
وختمت الجماعة بيانها بالقول”حفظ الله ليبيا واحدة موحدة وسلمها من كل سوء، وشملها بالأمن والسلام والرخاء”.
وكان المسؤول العام لجماعة الإخوان المسلمين الليبية”بشير الكبتي”قد قال في تصريحات صحفية في العشرين من نوفمبر الماضي”إن ليبيا للجميع وتسع الجميع،ولا مجال فيها للإقصاء والكل يشارك في العملية السياسية،والبناء والتنمية دون تفضيل طرف على طرف آخر”.وإن لهذه المرحلة التي يعيشها الليبيون”متطلباتها،ولابد أن يكون هناك توافق بين الجميع”.
مصلحة وطنية
وأشار الكبتي في تصريحاته إلى أن جماعة الإخوان تسعى مع بقية شرائح المجتمع”لإقامة الدولة العصرية المدنية الحديثة التي يعتز فيها كل ليبي بليبيته،دولة مدنية إسلامية تستمد إسلامها من النتاج الطبيعي للمجتمع الليبي المسلم”.
وأردف قائلا”لابد من الشفافية ولم نسع للمصلحة الذاتية وإنما ما يهمنا هو المصلحة الوطنية،والذي يشغلنا هو بناء الدولة من جديد والتحول من الثورة إلى دولة الديمقراطية والقضاء المستقل والشفافية بشكل متوازن”.
وشهدت مدينة بنغازي يوم أمس الثلاثاء عقد مؤتمر أعلن منظموه منطقة برقة إقليما يطبق فيه النظام الفيدرالي يترأس مجلسه سجين الرأي السياسي السابق”أحمد الزبير السنوسي”حيث أكدوا أنهم لا يستهدفون تقسيم البلاد،ويريدون تعديل دستور عام 1951 الذي نصَّ على النظام الفيدرالي لأنَّه هو النظام المناسب لإدارة البلاد.بحسب قولهم.
وأصدر المؤتمر بيانا قال فيه إن النظام الاتحادي الوطني الفيدرالي هو خيار الأقاليم كشكل للدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية دستورية شريعتها الإسلام”مؤكدا أنه يرفض”الإعلان الدستوري وتوزيع مقاعد المؤتمر الوطني وقانون الانتخاب وكافة القوانين والقرارات التي تتعارض مع صفة السلطة القائمة كسلطة انتقالية.
مبادئ معلنة
وأكد البيان على اعتماد المجلس دستور دولة الاستقلال الصادر عام 1951 كمنطلق مع إضافة التعديلات وفق ما تنقضيه ظروف ليبيا الراهنة والتأكيد على عدم شرعية إلغائه القهرية من سلطة انتقالية وعدم شرعية تعديله عام 1963للمخالفات الدستورية الواضحة.بحسب وصفه.
وأعلن المؤتمرون تمسكهم بقيم ومبادئ ثورة 17 فبراير من شفافية وحماية لكافة حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة والمساواة والعمل الفوري على تفعيل القضاء وحمايته.موضحين أنهم يدعمون بشكل كامل”بناء الجيش والمؤسسات الأمنية ودعم الثوار وتنظيمهم لحماية الأمن والاستقرار في الإقليم وفي جميع ربوع ليبيا”.
وأشار البيان إلى أن من أسماهم”أزلام النظام المنهار وأتباعه وأعوانه بكل ما تحمل هذه الكلمات من معني لن يكون لهم أي دور في هذا المشروع”.بحسب قوله.
وانطلقت في بنغازي خلال اليومين الماضيين مظاهرات عارمة للتعبير عما وصفه المتظاهرون”رفضهم للأصوات المنادية بـ”الفدرالية” كنظام حكم لليبيا الجديدة.مضيفين بالقول إن”ليبيا وحدة وطنية،لا نريد تقسيماً فيدرالياً،ونرفض المركزية،ونريد نظاماً لا مركزياً”.
وحذروا من أن تطبيق نظام الفيدرالية في البلاد سيعطي ذريعة للأقليات العرقية بأن تطالب هي كذلك بحق تقرير المصير، الأمر الذي سيؤدي إلى تقسيم البلاد.رافعين شعارات تنادي بأنه”لا شرقية ولا غربية.. ليبيا وحدة وطنية”