النازحون.. صداع مستمر في رأس ليبيا الجديدة
مسؤولون ليبيون يدعون لبلورة مصالحة وطنية شاملة تشكل صمام أمان للسلم الاجتماعي، وتساه في فض المشاكل وحل قضية اللاجئين.
ميدل ايست أونلاين
نتائج الثورة الليبية: آلاف النازحين في بلد مدمر
طرابلس - تعد قضية النازحين الليبيين المنتشرين بالآلاف في مناطق متفرقة من ليبيا إحدى التحديات الكثيرة (الأمنية والاقتصادية والاجتماعية) التي يواجهها البلد في عهده الجديد والتي تتداخل فيها عوامل موروثة عن النظام السابق وإفرازات الصراع الدامي والمرير الذي وسم ثورة 17 فبراير.
وتفيد تقديرات للهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الانسانية أن عددا من النازحين يتجاوز السبعين الف يتوزعون أساسا على مناطق طرابلس وبنغازي وترهونة وغريان وبني وليد وزلطن وسرت.
ويمثل هؤلاء النازحون نحو 12 الف أسرة يصل عدد الذكور فيها الى 34 الف و799، فيما يبلغ عدد الإناث 35 ألف و838.
وقد بدأت حركة نزوح الليبيين من مناطقهم منذ اندلاع ثورة 17 فبراير وازدادت وتيرتها تبعا لتطورات الاحداث والمواجهات المسلحة إبان "الثورة" والتي حولت الكثير من المدن والقرى الليبية إلى ساحات لحرب ضروس بين الموالين للنظام المنهار وعناصر "الثوار". حرب استخدمت فيها كل انواع الفتك بالإنسان والبنيان على حد سواء.
وبعدما وضع الصراع المسلح أوزاره واستتب الأمر لـ"الثوار"، اصطدمت عودة الاهالي الى مدنهم وقراهم بواقع انهيار النية التحتية وتضرر المباني السكنية بالعديد منها. الامر الذي أطال معاناتهم في انتظار أن تؤتي جهود إعادة الاعمار أكلها.
ولمواجهة هذا الوضع. حاولت الحكومة الانتقالية الليبية المؤقتة ايجاد حلول وبدائل مؤقتة للنازحين كتوفير أماكن للإيواء وصرف منح للأسر النازحة لمساعدتها على تأجير مساكن في مناطق تواجدهم وكذا توفير بعض الخدمات الاساسية لهم.
غير أن هذه الجهود وإن مكنت من تخفيف "ظرفي" لمعاناة النازحين وخاصة الذين تضررت مدنهم جراء المواجهات المسلحة إبان الثورة. فإنها تواجه تحديات أكثر تعقيدا بالنسبة لفئة اخرى من النازحين الذين هجروا مناطقهم جراء المشاكل والحساسيات التي برزت بين سكان عدد من المدن المتجاورة في ليبيا وذلك على خلفية الموقف من "ثورة 17 فبراير" والاصطفاف إما مع "الثوار" أو القوات المولية للنظام المنهار.
ويعد نازحو مدينة "تاورغا" المجاورة لمصراتة نموذجا بارزا في هذا الشأن اذ يقيم اكثر من 40 الف شخص من ساكنة المدينة الذين هجروا منازلهم في مراكز ايواء اقامتها الحكومة الليبية كحل مؤقت لحمايتهم وتجنبا لإراقة الدماء في مواجهات محتملة بين أطراف في المدينتين.
ويرى المسؤولون في الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الانسانية أن الحل الأنجع بالنسبة لهذه الفئة من النازحين يكمن في بلورة مصالحة وطنية شاملة بين مختلف المناطق الليبية، تشكل صمام أمان للسلم الاجتماعي وتوفر اطارا لفض المشاكل والنزاعات المترتبة عن الاحداث التي عرفها البلد وذلك بالاحتكام الى العدالة وسلطة القانون لا غير.
وفي هذا الاطار. تعتزم الهيئة تنظيم "المؤتمر الوطني الأول حول النازحين" بتعاون مع المجلس الوطني الانتقالي ومشاركة العديد من المنظمات المحلية والدولية.
وسيسعى المؤتمر الذي سيقام تحت شعار "نحو استراتيجية موحده للتعامل مع النزوح في ليبيا" الى ايجاد حلول مناسبة لمشكلة النازحين في ليبيا .
مسؤولون ليبيون يدعون لبلورة مصالحة وطنية شاملة تشكل صمام أمان للسلم الاجتماعي، وتساه في فض المشاكل وحل قضية اللاجئين.
ميدل ايست أونلاين
نتائج الثورة الليبية: آلاف النازحين في بلد مدمر
طرابلس - تعد قضية النازحين الليبيين المنتشرين بالآلاف في مناطق متفرقة من ليبيا إحدى التحديات الكثيرة (الأمنية والاقتصادية والاجتماعية) التي يواجهها البلد في عهده الجديد والتي تتداخل فيها عوامل موروثة عن النظام السابق وإفرازات الصراع الدامي والمرير الذي وسم ثورة 17 فبراير.
وتفيد تقديرات للهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الانسانية أن عددا من النازحين يتجاوز السبعين الف يتوزعون أساسا على مناطق طرابلس وبنغازي وترهونة وغريان وبني وليد وزلطن وسرت.
ويمثل هؤلاء النازحون نحو 12 الف أسرة يصل عدد الذكور فيها الى 34 الف و799، فيما يبلغ عدد الإناث 35 ألف و838.
وقد بدأت حركة نزوح الليبيين من مناطقهم منذ اندلاع ثورة 17 فبراير وازدادت وتيرتها تبعا لتطورات الاحداث والمواجهات المسلحة إبان "الثورة" والتي حولت الكثير من المدن والقرى الليبية إلى ساحات لحرب ضروس بين الموالين للنظام المنهار وعناصر "الثوار". حرب استخدمت فيها كل انواع الفتك بالإنسان والبنيان على حد سواء.
وبعدما وضع الصراع المسلح أوزاره واستتب الأمر لـ"الثوار"، اصطدمت عودة الاهالي الى مدنهم وقراهم بواقع انهيار النية التحتية وتضرر المباني السكنية بالعديد منها. الامر الذي أطال معاناتهم في انتظار أن تؤتي جهود إعادة الاعمار أكلها.
ولمواجهة هذا الوضع. حاولت الحكومة الانتقالية الليبية المؤقتة ايجاد حلول وبدائل مؤقتة للنازحين كتوفير أماكن للإيواء وصرف منح للأسر النازحة لمساعدتها على تأجير مساكن في مناطق تواجدهم وكذا توفير بعض الخدمات الاساسية لهم.
غير أن هذه الجهود وإن مكنت من تخفيف "ظرفي" لمعاناة النازحين وخاصة الذين تضررت مدنهم جراء المواجهات المسلحة إبان الثورة. فإنها تواجه تحديات أكثر تعقيدا بالنسبة لفئة اخرى من النازحين الذين هجروا مناطقهم جراء المشاكل والحساسيات التي برزت بين سكان عدد من المدن المتجاورة في ليبيا وذلك على خلفية الموقف من "ثورة 17 فبراير" والاصطفاف إما مع "الثوار" أو القوات المولية للنظام المنهار.
ويعد نازحو مدينة "تاورغا" المجاورة لمصراتة نموذجا بارزا في هذا الشأن اذ يقيم اكثر من 40 الف شخص من ساكنة المدينة الذين هجروا منازلهم في مراكز ايواء اقامتها الحكومة الليبية كحل مؤقت لحمايتهم وتجنبا لإراقة الدماء في مواجهات محتملة بين أطراف في المدينتين.
ويرى المسؤولون في الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الانسانية أن الحل الأنجع بالنسبة لهذه الفئة من النازحين يكمن في بلورة مصالحة وطنية شاملة بين مختلف المناطق الليبية، تشكل صمام أمان للسلم الاجتماعي وتوفر اطارا لفض المشاكل والنزاعات المترتبة عن الاحداث التي عرفها البلد وذلك بالاحتكام الى العدالة وسلطة القانون لا غير.
وفي هذا الاطار. تعتزم الهيئة تنظيم "المؤتمر الوطني الأول حول النازحين" بتعاون مع المجلس الوطني الانتقالي ومشاركة العديد من المنظمات المحلية والدولية.
وسيسعى المؤتمر الذي سيقام تحت شعار "نحو استراتيجية موحده للتعامل مع النزوح في ليبيا" الى ايجاد حلول مناسبة لمشكلة النازحين في ليبيا .