لماذا تغير سلوك طفلي بعد ولادة أخيه؟

سؤال:

أرغب بسؤالك عن سبب تغير سلوك إبني البكر. إبني البكر عمره 4 سنين ونصف. تغير طبعه كثيرا بعد مجيء المولود -عمره 4 أشهر-. أصبح عنيدا ويبكي كثيرا. يتلقى ضربات أولاد عمه ويعود للبيت يبكي. ماذا أفعل وكيف أتعامل معه؟

الجواب:

كثيرا ما يعتقد الوالدان بأن التأخر بإنجاب طفل ثان سوف يقضي على كل شعور بالغيرة منه. كثيرا ما يستبق الوالدان الحدث بتحضير الطفل البكر بالتوعية وبالمشاركة كي لا يدخل بأحاسيس غيرة. تلك الوقاية لا تمنع وقوع الطفل البكر بمشاعر سلبية وأحيانا عصبية وانفعال. التغيير بالسلوك حالة طبيعية والتأثر لا بد له من أن يحدث. دخول المولود الجديد للبيت كما وجود ضُرّة في البيت. الاختناق من مشاعر التقاسم بالحضن حاصل بلا شك.

هل التأثر سببه فقط المولود الجديد؟

ليس فقط المولود هو السبب. هناك حالة الأم الصحية وضعف جسمها المؤقت من تأثير الحمل والولادة يجعل طفلها البكر يشعر ويتأثر. هذا عدا عن تراكم كمية واجباتها ومسؤولياتها بعد الولادة التي لا بد لأن تؤثر أيضا. تغير تعامل الأقارب والأصحاب مع الطفل البكر بعد مجيء المولود الجديد. هو اعتاد أن يكون بمركز الاهتمام قبل وجود المولود الجديد. تعليقاتهم واهتماماتهم تتوزع وأحيانا تتمركز حول المولود الجديد والتي تبعد الاهتمام به. كثيرا ما يقع بعض الضيوف بخطأ المقارنة بينه وبين المولود الجديد من غير الانتباه ليقظة الطفل البكر ورهافة حسه الزائدة. هذا عدا عن تنازل الأم والأب عن كثير من الأنشطة التي اعتادا ممارستها معه وذلك بسبب الانشغال بالمولود. أسباب كثيرة دخلت على حياة الطفل البكر وتركت أثرا سلبيا من غير قصد.

هل من أسلوب تربوي يعمل على تحسين مشاعره؟

التشجيع والامتداح على كل سلوك مستحب يقوم به يخفف من انفعالاته السلبية ويثبت تصرفاته المستحبة. أنصح بتجاهل سلوكه غير المستحب خاصة بالنسبة للمولود. لا لانتقاده، توبيخه، عقابه أو محاولة تغيير مشاعره وذلك بأن يحبه لأنه أخوه -كما يفعل معظم الأباء-. التقدير والاحترام الدائم والتعبير الواضح والصريح عن أي عمل مستحب بالقول: " أنا ألاحظ شجاعتك حين بادرت للتعرف على ابن فلان. أعجبتني مبادرتك. أنت ولد لطيف. انتبهت لتصرفك مع جدتك حين احتاجت لمساعدة. شكرا لك على تعاملك مع جدك حين طلب منك كون ماء، أنت تعرف اختيار رد فعلك مع أولاد عمك، أنا احترم تعاملك معهم...". كثيرة هي التصرفات التلقائية التي يبادر لها الطفل والتي تؤثر بمشاعره حين يلاحظها الأهل ويشكرونه عليها ويعبرون له عن تقديرهم واحترامهم.

وأخيرا من المهم زيادة الفعاليات الحركية لأنها تعمل على تنفيس غضبه وغيرته