تتوالد الأسئلة في مسألة المنفيين إلى جزر إيطاليا الباردة ، وهي الجريمة التي نفذتها إيطاليا الفاسية إبان احتلالها لليبيا كأسلوب من أساليب التنكيل وكمحاولة يائسة لكسر شوكة المقاومة الشعبية التي استشرت في الأرض الليبية ملحقة بإيطاليا وعظمتها هزيمة نكراء ، اعترف بها الغزاة قبل غيرهم ، وقد أثار القائد عديد الحقائق التي لم تكن معروفة من قبل ، وهو يكشف النقاب لأول مرة عن ملف المنفيين ، ويخصص له يوماً للحداد .. فماذا كان هدف القائد من ذلك ؟ .. وما هي أبعاد دعوته لتجريم ظاهرة الاستعمار ؟ ولماذا كان إصراره على تعين يوم 26/10 من كل عام يوماً للحداد على آلاف المنفيين الليبيين إلى الجزر الإيطالية .. وماذا يعني ربط القائد لأية علاقة متوازنة مع إيطاليا بضرورة تعويضها واعتذارها لليبيين ، والكشف عن مصير آلاف المنفيين منهم .
لقد كان القائد مدركاً ، ويريد من كل الآخرين أن يدركوا ، إن ظاهرة الاستعمار مالم تجرم فإنها يمكن أن تتكرر ،وإن جرائمها وفي مقدمتها النفي والقتل الجماعي ، وأعمال التدمير لايمكن أن تمر بدون عقاب ، أو أن يطويها النسيان ، وهو ما تشير دلالات ومعاني إن يخصص يوم 26 التمور من كل عام ليكون جرس التذكير بأن هناك جريمة وقعت ضد الإنسانية ، تمثلت في نفي أكثر من خمسة آلاف ليبي إلى جزر إيطاليا في ظروف سيئة للغاية ، وهي الدلالات والمعاني التي ظل يؤكدها الليبيون من خلال إحيائهم لهذه الذكرى كل عام ..
إن القائد معمر القذافي هو أول من كشف واهتم وأبرز هذه الجريمة .. ودعا لإحيائها حتى يبلغ صداها كل العالم .. وإن أزلام العهد المباد الذين أرادوا فقط حكم الليبيين لم يكن يهمهم من قتل ومن شرد ومن نفى من الليبيين بقدر ماكان يهمهم كرسى سلطتهم ، ولو كان على جثث شهداء ليبيا .. وآلام أهلها ..الذين افتدوا الوطن بالروح والدم .
لم تكن روح الغزو والاستعمار التي تملكت أوروبا مع بدايات القرن إلا نضح لبعض ما امتلأت به تلك العقلية المتخلفة التي كانت تتحرك بطاقة سياسات الحقد والعدوان ضد الآخر ، والمتأصلة في ثقافة عنصرية بغيضة أنتجت أنظمة فاشية كانت الأبعد عن كل أخلاقيات التعايش الحضاري بين الأمم .. فهذه إيطاليا الفاشية ترفع حرابها في وجه الآمنين المجاورين لها على الضفة الأخرى للمتوسط لا لجرم ارتكبوه أو عدوان شنه هؤلاء على المدن الإيطالية ، بل لمجرد مغامرات جنونية ، تصورت تلك العقلية أنها بها ستحقق الكثير وبلا مقابل يذكر حتى إذا زحفت الجيوش بعدتها و عتادها وشعاراتها بحماسة جنودها المشحونين بوهم القوة والتفوق ، امتشق الليبيون كل معنوياتهم واليسير المتوفر من وسائط الدفاع ، وسطروا في ملاحم كفاح أسطوري صفحات خالدة وتاريخية هي اليوم علائم حية ، ومنارات ستبقى شاهداً على تلك العنهجية المقيتة ، والروح الطاغية والسياسات الحمقاء التي توهمت أن غزو الشعوب واغتصاب أرضها هو فقط مجرد نزهة يمكن أن يمارس فيها العابثون بحقائق التاريخ لعبة سرقة الجغرافيا بنصوصية منظمة .
إن نفي آلاف الليبيين إلى الجزر والمنافي الإيطالية هو أولاً دليل عجز وتعبير عن مدى الرعب الذي احتل تلك النفوس الغازية من ملاحم المواجهة التي أبدعتها هذه الروح المعنوية العالية لهؤلاء الحفاة العراة الذين الحقوا الهزائم المتتالية بقوات الغزو الإيطالي ، والتي اعترف بقوتها ( جيوليتي ) رئيس وزراء إيطاليا وقتها حين قال : ( لقد كنت أزور البلاغات حول القتال في ليبيا كي لا أبين أننا لانستطيع أن نربح إلا إذا كان عددنا عشرة مقابل واحد ).
لم تجد (أخلاقية ) الغزو غير اقتلاع جذور المقاومة من أرضها فكان ابتداع أسلوب نفى المجاهدين من أكثر الأساليب دليلاً على قذارة وانحطاط تلك العقلية الاستعمارية المريضة المستعدة لممارسة أكثر الأدوار لاأخلاقية في تاريخ الحروب .. وفي هذه الإطار نفذت الحكومة الفاسية سياسة التهجير القسري والنفي العمدي ، حيث أبعدت وعلى ثلاث مراحل آلاف الليبيين .
المرحلة الأولى : وقد بدأت بمعارك شارع الشط ( التمور 1911 مسيحي وحتى قيام الحرب العالمية الثانية ) .
المرحلة الثانية / بدأت بانتهاء القرضابية ( الطير 1915 مسيحي وحتى وصول الحزب الفاشستي للحكم في إيطاليا ) .
المرحلة الثالثة / بدأت مع انتهاء حركة المقاومة الليبية 1931 مسيحي وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية ) .
وهكذا تكون عملية النفي قد شملت كل أرجاء البلاد ، وكان الغرض من عملية النفي هذه القضاء على المجاهدين وإخماد المقاومة وتعزيز سيطرة المحتل .
إن أكثر من خمسة آلاف مواطن ليبي نقلوا جبراً إلى الجزر الإيطالية وفي ظروف سيئة للغاية ، حيث لم تكن هذه الجزر مناسبة في الغالب للحياة من جانب ، ولم يعمل الغزاة الطليان على توفير سُبل الراحة لهؤلاء المنفيين الذين لم تكن معاملتهم كأسرى حرب ، والكثير منهم هم اليوم في عداد المفقودين أصلاً.
إن النفي والإبعاد القسري هو جريمة ما كان للمجتمع الدولي السكوت عنها لولا أن العهد المباد صنيعة هؤلاء الغزاة قد صمت عنها ، وتجاهلها عمداً في محاولة منه لإرضاء أسياده من المستعمرين على حساب إباء وكرامة هذا الشعب العظيم الذي قدم عظيم التضحيات من أجل حريته وكرامته وشرفه .
إن الثورة ، وهي بيان الثأر العظيم من كل الذين داسوا أو حاولوا الدوس على كرامة هذا الشعب ، هي الروح المتأججة في عقل هذا الإنسان المكلوم ،وهي بذلك أداة الانتصار الأقدر ليس فقط على الثأر من كل من أهانوا واستعمروا الشعب الليبي ، ومن مارسوا التنكر بانحطاط لامثيل له لتلك التضحيات من رموز العهد المباد ، بل وأيضاً الثأر لتلك المعنويات التي لم تقهر أبداً ، وظلت صامدة تؤجج الإيمان بأن النصر آت لامحالة .
لقد ثأرت الثورة للشعب الليبي ثارات كبرى مادية ومعنوية فإلى جانب قبول ايطاليا اعتذاراً رسميا غير مسبوق في العصر الحديث ، وأبدت استعدادها الكامل وغير المشروط على التعاون بشأن المنفيين ومعرفة مصيرهم ، وهو الأمر الذي فتح صفحة جديدة في العلاقات الليبية الإيطالية قائمة على التعاون والاحترام والندية بين الطرفين بعد أن توفي إيطاليا المعاصرة بكل التزامها المترتبة على قبولها بتحمل أعباء مرحلة الغزو الإيطالي لليبيا .
إننا في هذا اليوم ، ووفاء لتضحيات الآباء والأجداد ،وتكريساً للقيم العظيمة في حياتنا نقف بخشوع أمام هذه الذكرى الأليمة التي لن تسقط أبداً من ذاكراتنا حتى تتجلى الحقائق عنها ، ويعلن الليبيون رضاهم عن الثأر التاريخي الذي أنجز كل هذه الانتصارات ، ويقبلون برفع الحداد بيوم جديد للصداقة والتعاون .
شعبة التثقيف بمكتب الاتصال باللجان الثورية
لقد كان القائد مدركاً ، ويريد من كل الآخرين أن يدركوا ، إن ظاهرة الاستعمار مالم تجرم فإنها يمكن أن تتكرر ،وإن جرائمها وفي مقدمتها النفي والقتل الجماعي ، وأعمال التدمير لايمكن أن تمر بدون عقاب ، أو أن يطويها النسيان ، وهو ما تشير دلالات ومعاني إن يخصص يوم 26 التمور من كل عام ليكون جرس التذكير بأن هناك جريمة وقعت ضد الإنسانية ، تمثلت في نفي أكثر من خمسة آلاف ليبي إلى جزر إيطاليا في ظروف سيئة للغاية ، وهي الدلالات والمعاني التي ظل يؤكدها الليبيون من خلال إحيائهم لهذه الذكرى كل عام ..
إن القائد معمر القذافي هو أول من كشف واهتم وأبرز هذه الجريمة .. ودعا لإحيائها حتى يبلغ صداها كل العالم .. وإن أزلام العهد المباد الذين أرادوا فقط حكم الليبيين لم يكن يهمهم من قتل ومن شرد ومن نفى من الليبيين بقدر ماكان يهمهم كرسى سلطتهم ، ولو كان على جثث شهداء ليبيا .. وآلام أهلها ..الذين افتدوا الوطن بالروح والدم .
لم تكن روح الغزو والاستعمار التي تملكت أوروبا مع بدايات القرن إلا نضح لبعض ما امتلأت به تلك العقلية المتخلفة التي كانت تتحرك بطاقة سياسات الحقد والعدوان ضد الآخر ، والمتأصلة في ثقافة عنصرية بغيضة أنتجت أنظمة فاشية كانت الأبعد عن كل أخلاقيات التعايش الحضاري بين الأمم .. فهذه إيطاليا الفاشية ترفع حرابها في وجه الآمنين المجاورين لها على الضفة الأخرى للمتوسط لا لجرم ارتكبوه أو عدوان شنه هؤلاء على المدن الإيطالية ، بل لمجرد مغامرات جنونية ، تصورت تلك العقلية أنها بها ستحقق الكثير وبلا مقابل يذكر حتى إذا زحفت الجيوش بعدتها و عتادها وشعاراتها بحماسة جنودها المشحونين بوهم القوة والتفوق ، امتشق الليبيون كل معنوياتهم واليسير المتوفر من وسائط الدفاع ، وسطروا في ملاحم كفاح أسطوري صفحات خالدة وتاريخية هي اليوم علائم حية ، ومنارات ستبقى شاهداً على تلك العنهجية المقيتة ، والروح الطاغية والسياسات الحمقاء التي توهمت أن غزو الشعوب واغتصاب أرضها هو فقط مجرد نزهة يمكن أن يمارس فيها العابثون بحقائق التاريخ لعبة سرقة الجغرافيا بنصوصية منظمة .
إن نفي آلاف الليبيين إلى الجزر والمنافي الإيطالية هو أولاً دليل عجز وتعبير عن مدى الرعب الذي احتل تلك النفوس الغازية من ملاحم المواجهة التي أبدعتها هذه الروح المعنوية العالية لهؤلاء الحفاة العراة الذين الحقوا الهزائم المتتالية بقوات الغزو الإيطالي ، والتي اعترف بقوتها ( جيوليتي ) رئيس وزراء إيطاليا وقتها حين قال : ( لقد كنت أزور البلاغات حول القتال في ليبيا كي لا أبين أننا لانستطيع أن نربح إلا إذا كان عددنا عشرة مقابل واحد ).
لم تجد (أخلاقية ) الغزو غير اقتلاع جذور المقاومة من أرضها فكان ابتداع أسلوب نفى المجاهدين من أكثر الأساليب دليلاً على قذارة وانحطاط تلك العقلية الاستعمارية المريضة المستعدة لممارسة أكثر الأدوار لاأخلاقية في تاريخ الحروب .. وفي هذه الإطار نفذت الحكومة الفاسية سياسة التهجير القسري والنفي العمدي ، حيث أبعدت وعلى ثلاث مراحل آلاف الليبيين .
المرحلة الأولى : وقد بدأت بمعارك شارع الشط ( التمور 1911 مسيحي وحتى قيام الحرب العالمية الثانية ) .
المرحلة الثانية / بدأت بانتهاء القرضابية ( الطير 1915 مسيحي وحتى وصول الحزب الفاشستي للحكم في إيطاليا ) .
المرحلة الثالثة / بدأت مع انتهاء حركة المقاومة الليبية 1931 مسيحي وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية ) .
وهكذا تكون عملية النفي قد شملت كل أرجاء البلاد ، وكان الغرض من عملية النفي هذه القضاء على المجاهدين وإخماد المقاومة وتعزيز سيطرة المحتل .
إن أكثر من خمسة آلاف مواطن ليبي نقلوا جبراً إلى الجزر الإيطالية وفي ظروف سيئة للغاية ، حيث لم تكن هذه الجزر مناسبة في الغالب للحياة من جانب ، ولم يعمل الغزاة الطليان على توفير سُبل الراحة لهؤلاء المنفيين الذين لم تكن معاملتهم كأسرى حرب ، والكثير منهم هم اليوم في عداد المفقودين أصلاً.
إن النفي والإبعاد القسري هو جريمة ما كان للمجتمع الدولي السكوت عنها لولا أن العهد المباد صنيعة هؤلاء الغزاة قد صمت عنها ، وتجاهلها عمداً في محاولة منه لإرضاء أسياده من المستعمرين على حساب إباء وكرامة هذا الشعب العظيم الذي قدم عظيم التضحيات من أجل حريته وكرامته وشرفه .
إن الثورة ، وهي بيان الثأر العظيم من كل الذين داسوا أو حاولوا الدوس على كرامة هذا الشعب ، هي الروح المتأججة في عقل هذا الإنسان المكلوم ،وهي بذلك أداة الانتصار الأقدر ليس فقط على الثأر من كل من أهانوا واستعمروا الشعب الليبي ، ومن مارسوا التنكر بانحطاط لامثيل له لتلك التضحيات من رموز العهد المباد ، بل وأيضاً الثأر لتلك المعنويات التي لم تقهر أبداً ، وظلت صامدة تؤجج الإيمان بأن النصر آت لامحالة .
لقد ثأرت الثورة للشعب الليبي ثارات كبرى مادية ومعنوية فإلى جانب قبول ايطاليا اعتذاراً رسميا غير مسبوق في العصر الحديث ، وأبدت استعدادها الكامل وغير المشروط على التعاون بشأن المنفيين ومعرفة مصيرهم ، وهو الأمر الذي فتح صفحة جديدة في العلاقات الليبية الإيطالية قائمة على التعاون والاحترام والندية بين الطرفين بعد أن توفي إيطاليا المعاصرة بكل التزامها المترتبة على قبولها بتحمل أعباء مرحلة الغزو الإيطالي لليبيا .
إننا في هذا اليوم ، ووفاء لتضحيات الآباء والأجداد ،وتكريساً للقيم العظيمة في حياتنا نقف بخشوع أمام هذه الذكرى الأليمة التي لن تسقط أبداً من ذاكراتنا حتى تتجلى الحقائق عنها ، ويعلن الليبيون رضاهم عن الثأر التاريخي الذي أنجز كل هذه الانتصارات ، ويقبلون برفع الحداد بيوم جديد للصداقة والتعاون .
شعبة التثقيف بمكتب الاتصال باللجان الثورية